انجاز واستحقاق ثقافي كبير تحققه المملكة، إذ حققت نجاحات ثقافية عديدة مذهلة، ثم ترجمتها عبر مبادرات وإنجازات ومشاريع ثقافية وقبل ذلك حضور عالمي مهم يضاف لحضورنا البهي في كل القطاعات سياسياً واقتصادياً وثقافياً. كل هذا يأتي مترجماً للتحول الثقافي الذي تشهده بلادنا، وهو تحول استفاد من رؤية 2030، التي جعلت الثقافة أحد مرتكزاتها، بالأمس شهدنا تحقيق المملكة للمرة الثانية على التوالي إعلان منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، فوز المملكة العربية السعودية بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو للدورة 2023 - 2027، وذلك أثناء انعقاد أعمال الدورة ال 42 للمؤتمر العام لليونسكو. قدمت السعودية خطاباً حضارياً معتدلاً لنصرة الأشقاء العرب وقال صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم: "إن المملكة العربية السعودية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وبصفتها من أوائل الدول المؤسسة لمنظمة اليونسكو عام 1946، ولإيمانها التام بجوهرية دور قطاعات التعليم والثقافة والعلوم، تدعم تعزيز القطاعات الثلاث في العالم". وعدّ سموه فوز المملكة بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو للمرة الثانية على التوالي، نتيجة لثقة الدول الأعضاء بالمساهمة الفاعلة للمملكة دعم القطاعات الثلاث في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولتكون عوامل تمكين وازدهار حول العالم. وأضاف أن المملكة كانت أولى الدول المبادرة إلى ضمّ البُعد الثقافي في جدول أعمال قمة مجموعة العشرين، وضمّ اليونسكو كطرفٍ في الاجتماع المشترك الأول لوزراء الثقافة بمجموعة العشرين، وذلك إبان رئاستها لقمة العشرين 2020، كما تسهم مع الدول الأعضاء في تعميق الأثر الإيجابي للتعاون الدولي في القطاعات الثلاث. وحول الشراكة التي تجمع المملكة واليونسكو في مجالات التربية والعلم والثقافة، أشار سموه إلى الصندوق السعودي في اليونسكو، الذي أطلقت من خلاله المملكة ستةِ مشاريع رياديةٍ لصُنع أثرٍ إيجابيٍ على التراث الثقافي حول العالم، ودعم حماية وتعزيز الثقافة والتراث. وأكد أن المملكة ستسعى عن طريق عضويتها بالمجلس التنفيذي لليونسكو وبالتعاون مع الدول الأعضاء إلى تعزيز التعاون الدولي المشترك، وتحقيق المستهدفات الإستراتيجية للمنظمة، واستدامة دورها الحيوي في المنظمة. ويأتي فوز المملكة بعضوية هذه الدورة من المجلس للمرة الثانية على التوالي، حيث سبق وأن فازت بعضوية المجلس التنفيذي للدورة 2023 - 2019. وكانت المملكة قد أسهمت عبر عضويتها بالمجلس في طرح مختلف مشاريع القرار المهمة، وأيدت بالمقابل مشاريع أخرى بما يخدم المصلحة العامة، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030. وتعمل منظمة اليونسكو منذ أكثر من سبعة عقود على إيجاد أدوات تعليمية لمساعدة الناس على العيش كمواطنين عالميين، بمنأى عن الكراهية والتعصب، وتحرص على انتفاع كل طفل وكل مواطن بالتعليم الجيّد، إذ توطّد الأواصر بين الشعوب من خلال تعزيز التراث الثقافي ومفهوم التساوي بين الثقافات، وتعزز المنظمة أيضاً البرامج والسياسات العلمية باعتبارها منابر لتحقيق التنمية وضمان التعاون، ولا تنفك تدافع عن حرية التعبير باعتبارها حقاً وشرطاً أساسيّين من أجل تحقيق الديمقراطية والتنمية. ونظراً لدورها كمختبر للأفكار، فإنها تساعد البلدان على اعتماد معايير دولية، وتعدّ برامج لتعزيز التداول الحر للأفكار وتشاطر المعارف. وعلى هذه الرؤية التي تسعى لها اليونسكو من خلال أجندتها في العالم، أثبتت المملكة العربية السعودية دورها الفاعل في تحقيق رؤية اليونسكو، فالمملكة من أوائل الدول المؤسسة للمنظمة فهي الدولة الثالثة التي وقّعت على ميثاقها التأسيسي في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- عام 1945م، وقد أسهمت بفاعلية في كافة أنشطة وبرامج المنظمة منذ ذلك التاريخ، باعتبار الأهمية الإستراتيجية والمؤثرة لهذه المنظمة التي تعنى بأهم المبادئ والقيم التي تقوم عليها الإنسانية والتي تتمثل في التربية والعلم والثقافة، بمعزل عن الصراعات السياسية والإيديولوجية والعرقية. وكذلك قدرة المملكة على الإسهام في صناعة القرار، كما قدّرت عطاءاتها في مختلف الأنشطة، ووفاءها بالتزاماتها واتفاقاتها الدولية في مجالات عمل المنظمة، علاوة على دعمها الواضح للسلام العالمي، من خلال العديد من البرامج وفي مقدمتها برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة السلام والحوار. وتعتبر المملكة في طليعة الدول التي ناصرت القضايا الدولية العادلة، ووقفت إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في كافة المحافل التي تتطلب تحركا إنسانيا، بوصفها دولة مبادرة وصاحبة تجربة ناضجة، وتحظى بقبول واحترام من كافة الأطراف الدولية، وقد برز دورها كونها عضوا في المجلس التنفيذي للأعوام الماضية، قياسا إلى دورها المحوري بوصفها قلب العالم الإسلامي والعربي. إن حصول المملكة على مقعد في عضوية المجلس يفتح آفاقا وأبعادا أوسع لمشروعات مشتركة بين المملكة ومنظمة اليونسكو يتم التخطيط لها وتنفيذها في مختلف قطاعاتها واختصاصاتها، وذلك بما يدعم جهود المملكة الداخلية والخارجية. وزير الثقافة مع المدير العام للمنظمة