فلسطين في قلوبنا جميعاً منذ القدم، والذي جعل هذا الموقف راسخاً وجلياً هو موحد الجزيرة وصقرها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه وعليه سحائب الرحمة والمغفرة. منذ حرب عام (1948م) عندما شاركت المملكة في هذه الحرب بالجنود والمعدات العسكرية وسيارات ناقلة للجنود، وقد ساهمت مساهمة بارعة وملموسة مع بعض الدول العربية. ومنذ ذلك التاريخ والوقوف والمساندة مستمران من قبل أبنائه الملوك البررة سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -متعه الله بالصحة والعافية-، حيث تقف المملكة في صف القضية الفلسطينية في المحافل العربية والدولية من أجل أن يأخذ الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، فكم ضحت المملكة بالمال والعتاد، ومساعدات ثابتة وطارئة، كما تبنت المملكة مشروع جمع التبرعات لإخواننا الفلسطينيين وإعادة إعمار ما تم تدميره من المحتلين المغتصبين لأرض فلسطين؛ فالمملكة هي الدولة الأبرز والأكثر عطاء في هذا الدعم المادي الذي يقاس بالمليارات دون منّة أو أذى، ولا ننسى دور المملكة في جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والتوفيق بينهما، فكان لهذه الجهود الدور البارز في الاستقرار بين هذه الفصائل، ونجد المملكة عند كل موقف اعتداء من قبل المحتل المعتدي على الفلسطينيين أول من يبادر بالوقوف ضد ذاك الاعتداء، وتحرك المنظمات العربية والدولية لوقف الاعتداء، وكان لذلك أثر إيجابي في جمع كلمة المنظمات الدولية (هيئة الأممالمتحدة والجامعة العربية) للتنديد بهذه الاعتداءات والتعسفات ضد الشعب الفلسطيني، ولا ننسى الجهد الذي بذلته المملكة في عهد الملك عبدالله -رحمه الله وغفر له- حين جمع بين (فتح وحماس) وحضر ممثلاهما إلى مكة وتم الصلح بينهما. في حرب المحتل المغتصب على غزة في الآونة الأخيرة ووقوف بعض الدول خاصة أميركا وبعض دول أوروبا مع هذا المحتل، تحركت المملكة ممثلة في سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي (الأمير محمد بن سلمان) حيث دفعته الغيرة والشهامة على ما نتج عن هذه الحرب من قتل وترويع للشعب الفلسطيني خاصة النساء والأطفال، حيث لا يرضي هذا الشعب السعودي وقيادته هذا التصرف الأحمق، فقام سمو ولي العهد بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بإجراء اتصال بكل من إيران وتركيا لوقف هذه المجازر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، إضافة إلى مناشدة سموه بعدم التصعيد والاستمرار في الحرب على غزة، وكان لهذه الجهود الأثر في الحد من المجازر والقتل، وما زالت جهود سموه مستمرة في هذا الاتجاه، جعل الله ذلك في ميزان حسناته ورزقه الصحة والعافية. *عضو هيئة الصحفيين السعوديين مندل عبدالله القباع