ناقشت ندوة حوارية بعنوان: "في التاريخ الثقافي والاجتماعي: قراءة في المجتمع السعودي" مراحل التحولات المجتمعية السعودية، في تأصيل تاريخي للجوانب الثقافية والاجتماعية التي صاحبت التغيرات الكبرى في المملكة. وأقيمت الندوة بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2023، وضيوفها هم الدكتور عبدالعزيز الخضر ويوسف الديني، وأدارها ميرزا الخويلدي، ودار الحديث فيها عن أبرز المراحل الثقافية والاجتماعية التي صاحبت تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حتى وقتنا الحاضر. وأكد الخضر أن موضوع التحولات في المملكة كبير ومتشعب؛ لأن التغير الاجتماعي يصاحبه تغير ثقافي ويتأثر به. لافتاً إلى أن المجتمع السعودي منذ عهد الملك عبدالعزيز حدثت فيه تطورات كبيرة وتغيرات من مرحلة الى أخرى، بداية من كونه مجتمعاً بسيطاً يهتم فيه المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- منذ اللحظة الأولى بنشر التعليم في جميع أنحاء المملكة على رغم مساحتها الشاسعة. وأكد أن الحالة السعودية استطاعت عبر المشاريع التنموية تجاوز الزمن، فضلاً عن تجاوز محطات صعبة كبيرة. مشيراً إلى أنه منذ مرحلة التأسيس حتى بداية السبعينيات تعاقبت أحداث تنموية ومحاولات تغيير ضخمة وتطوير بالتعليم يمكن تقسيمها إلى "ما قبل النفط" و"ما بعده" وما صاحبهما من ظهور للإذاعة والتلفزيون والصحافة وتحسّن للأوضاع الاقتصادية. وتناول مرحلتي السبعينيات والثمانينيات وبداية الطفرة النفطية التي أحدثت تغيرات اقتصادية انعكست فيها زيادة دخل أفراد المجتمع وتقلص البطالة، وشهدت تغيراً كبيراً في تشكل الوعي الثقافي والاجتماعي وتطور وسائل الإعلام المختلفة في ذلك الحين، إلى أن تراجعت أسعار النفط واندلع عدد من الثورات والحروب. وصولاً إلى مرحلة التسعينيات وما بعدها، عندما ظهر الإنترنت كمؤثر جديد غير متوقع بتطوراته حتى الآن. ورأى يوسف الديني في مشاركته أن التاريخ الذي تمت كتابته عن المجتمع في المملكة "ظالم"، معللاً ذلك بالنظرة السطحية التي كوّنها المستشرقون ومن على شاكلتهم من خلال كتاباتهم عن المجتمعات العربية بعامة والخليجية بخاصة، وكان ينبغي عليهم أن يبحثوا عن مؤثّرات ومغيّرات أكثر من مجرد التأثر بالحداثة أو عوائد النفط وما تبعها من تحولات اقتصادية. وأوضح الديني أن "رؤية السعودية 2030" أحدثت تحولاً كبيراً، كاشفاً أنها "أعادتنا إلى قراءة تاريخنا السعودية بواقعه الصحيح والحقيقي للمجتمع، بهويته الثقافية ومراحله المختلفة، خصوصاً أن أراضي المملكة العربية السعودية لم يسبق لها أن خضعت لأي احتلال أو استعمار في السابق".