ما بين عام 1964 وعام 2023 عاش هاني نقشبندي 60 عاماً كبلبل نبيل تحلو الحياة بشدوه يتنقل وينقل معه إنسانيته وطيبته والحب والتسامح يجمع منافسيه قبل أصدقائه، مفعماً بالأمل وحب الحياة، ينقل الفرح والبهجة مع من يعرف ومن لا يعرف، عشق الفن والجمال، روحه متوثبة لما هو جديد وخلاق، جمع بين الإعلام والإبداع والثقافة، شعلة متوقدة من العطاء والعمل والمثابرة، رحل عن عالم سعى لأن يكون أجمل، خلف أثره اللطيف وذكرياته الجميلة ورصيد كبير من الكتابات والمقالات والروايات. قراءاته المكثفة في علم الاجتماع وسيكيولوجية الحياة وظّفها في تناولاته الروائية والسردية عموماً؛ فكتب ذات يوم في افتتاحية إحدى رواياته: «كثيراً ما كنت أشعر أن الحياة تكرّر نفسها دون إرادة منا. أتخيل الله يهبنا الفرصة لإعادة اكتشاف أنفسنا، والتخلص من خطايانا، لنصبح أكثر نقاءً وقرباً منه. لكن ذلك لا يأتي دون الاعتراف بهذه الخطايا التي ستتكرر بدورها إن بقينا مختبئين وراء الممنوع بلا سبب، والحرام في غير حرمة! ربما يشاركنا الآخرون في الخطايا نفسها. لكن دورنا ليس إصلاح ثقوب الكرة الأرضية، بل إصلاح ثقوبنا نحن وليصلح الآخرون ثقوبهم هي محاولة للعلاج إذاً، لكني لن أكون الطبيب هنا، بل لعلني المريض أكثر مني الطبيب. وكلي ثقة أن المريض هو أفضل طبيب لدائه، كلّنا اليوم يختلس شيئاً من الآخر: قبلة، نظرة، أو ابتسامة رغبة. وبالنسبة إليّ أنا فقد اختلست روايتي من كل ذلك، وأيضاً، من قصص امتزج فيها الواقع بالخيال فأصبحت واقعاً محضاً، فمن قال إن نصف الواقع المحض ليس خيالاً محضاً؟». يعد نقشبندي ابن المدينةالمنورة، من الصحفيين السعوديين، ينتمي لجيل ظهر منتصف الثمانينات 1984م من القرن الماضي حينما تولى عثمان العمير رئاسة تحرير صحيفة الشرق الأوسط استعان بشبان سعوديين فكان هاني أحدهم إلى جانب عبدالرحمن الراشد ومطر الأحمدي ومحمد العوام وعبدالله القبيع وغيرهم، وأحد القلائل الذين تدرجوا في المناصب الصحفية، ورسخ اسمه فيها عالياً بأخلاقه وحسن تعامله، فهو قارئ نهم قبل أن يكون صحفياً وكاتباً وروائياً، وظف خبراته الصحفية وتقنيات فنية جديدة في الكتابة الروائية مطالع الألفية الميلادية. نعاه الكثير من الإعلاميين والصحفيين والمحبين له عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بفقدان هاني نقشبندي خسرنا علماً وقامة إعلامية من الصعب أن تجد لها بديلاً. وداعاً أيها النبيل، يا من أحببته أستاذاً ومُعلماً وصديقاً. هاني نقشبندي ملامح: * رأس تحرير مجلة سيدتي. * مجلة المجلة. * ساهم في تأسيس مجلة الرجل. * نائب لرئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط. * قدم في قناة دبي برنامج «حوار هاني» استضاف فيه مجموعة من الشخصيات السياسية والأدبية والعلمية. * انضم إلى قناة المشهد في أكتوبر 2022. وقدم برنامج «هنواتي» عام 2023. كتبه: * كتاب «يهود تحت المجهر» عام 1986. * كتاب «لغز السعادة» عام 1990. رواياته»: * رواية «اختلاس» صدرت عام 2007. * رواية «سلام» صدرت عام 2009. * رواية «ليلة واحدة في دبي» صدرت عام 2011. * رواية «نصف مواطن محترم» 2013. * رواية «طبطاب الجنة» 2015. * رواية «الخطيب» صدرت عام 2017. * رواية «قصة حلم» حولت هذه الرواية إلى مسلسل عنوانه «صانع الأحلام».