في إطار مسار قمة دول جوار السودان، وتنفيذاً للبيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الأول في بندجامينا في 7 أغسطس 2023، عُقد الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان (مصر، تشاد، أفريقيا الوسطى، إثيوبيا، إريتريا، ليبيا، جنوب السودان) بمقر البعثة الدائمة لجمهورية مصر العربية لدى الأممالمتحدةبنيويورك، بالتنسيق بين مصر وتشاد. وجاء ذلك وفقاً لنتائج اجتماع بندجامينا في 7 أغسطس الماضي، وشارك في الاجتماع أيضاً ممثلا جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي المعتمدين لدى المنظمة الدولية. وجاء في بيان لمكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الاجتماع أكد اعتماد خارطة الطريق التي تمت بلورتها خلال اجتماع بندجامينا، والتوافق على تنفيذ بنودها من خلال تضافر جهود دول جوار السودان، لاتخاذ إجراءات مُحددة تشمل الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للتعامل مع الأزمة الراهنة، وضمان استقرار واحترام سيادة السودان. واستعرض الاجتماع جهود دول جوار السودان لتسوية الأزمة، واتصالاتهم بمختلف الأطراف السودانية، والتنسيق القائم بين دول جوار والآليات الأخرى التي تتناول الأزمة في السودان، كما تم التشاور وتبادل الرؤى حول أولويات التحرك خلال المرحلة القادمة، والإتفاق على اتخاذ تدابير عملية للتوصل لوقف إطلاق نار مُستدام في السودان، وشحذ الجهود الدولية للاستجابة للوضع الإنساني، بما فى ذلك توفير الدعم المطلوب لدول الجوار التي تستضيف أعداداً كبيرةً ومتزايدة من السودانيين. واتفق وزراء الخارجية على استمرار التنسيق والتواصل، وعقد الاجتماع الوزاري الثالث لوزراء خارجية دول جوار السودان فى القاهرة في تاريخ قريب، يتم الاتفاق عليه من خلال القنوات الدبلوماسية لتقييم ما تم إنجازه في سبيل تنفيذ بنود خارطة الطريق. حشد الدعم الدولي أكدت مصر أهمية حشد الدعم الدولي لتوفير الاحتياجات الإنسانية والتنموية للسودانيين داخل بلادهم وفي دول الجوار. جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري بوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيث، على هامش المشاركة في اجتماعات الشق رفيع المستوى للدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً بمدينة نيويورك، وفقا لوزارة الخارجية المصرية. وقد أكد شكري حرص مصر على مواصلة دعمها لجهود المكتب، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تصاعد للأزمات إقليمياً ودولياً. ومن جانبه، أشاد جريفيث بالاستجابة الإنسانية العاجلة من قبل مصر تجاه المناطق المنكوبة في شرق ليبيا، عقب الإعصار المدمر دانيال، معرباً عن تطلعه لتعزيز التعاون مع مصر لتيسير إتاحة الاحتياجات الإنسانية، ونفاذها إلى مناطق الأزمات بالمنطقة. وكشف المتحدث أن الأزمة السودانية وانعكاساتها على الوضع الإنساني في السودان ودول الجوار، استحوذت على حيز كبير من المحادثات، حيث حرص وزير الخارجية على استعراض الجهود المصرية لتوفير المساعدات الإنسانية للسودانيين منذ بداية الأزمة، والترحيب باستقبالهم في مصر وتلبية احتياجاتهم الإنسانية والغذائية والصحية، منوهاً إلى استقبال مصر لأكثر من 300 ألف سوداني منذ اندلاع الأزمة، علاوة عن استضافتها أكثر من 9 ملايين مهاجر ولاجئ من نحو 58 دولة. وأشاد جريفيث ب "مساعي مصر الحثيثة لحل للأزمة والحفاظ على وحدة وسلامة السودان ومقدرات شعبه، فضلاً عن التزام مصر بتوفير الدعم الإنساني للشعب السوداني على الرغم من التحديات الاقتصادية المرتبطة بالوضع الاقتصادي العالمي، واستقبال تلك الأعداد الكبيرة من اللاجئين".