شاركت الدكتورة منال بنت عبد الكريم الرويشد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» بورقة عمل علمية بعنوان: «دور الفن التشكيلي كقوة ناعمة في الحد من الجريمة والتطرف» في الملتقى العلمي «الثقافة والفنون ودورها في مكافحة الجريمة والتطرف» في الجلسة السابعة: أثر بعض الممارسات الثقافية والفنية في مكافحة التطرف والجريمة. بتنظيم جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وبالشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الأيسيسكو» ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في الرباط عاصمة المملكة المغربية مقر منظمة «الإيسيسكو». وقدمت لورقتها: اتسع مفهوم الثقافة والفنون عبر التاريخ الإنساني على مر العصور والحضارات، وتطورت ونمت في المجتمعات حتى أصبحت تعرف بأنها محصلة القوانين والأعراف والعادات والتقاليد والموروث، وتنتقل من جيل إلى جيل من خلال الأسرة والمدرسة والمجتمع. ويعد الفن شكل من أشكال التعبير الإنساني ولغة التخاطب بين الشعوب ووسيلة لنقل الحضارات والثقافات، كما يعد الفن من الأنشطة البصرية والسمعية والأدائية للتعبير عن الأفكار والرؤى الإبداعية، وهو وسيلة التواصل بعواطف ومشاعر جياشة وطلاقة في التعبير، وأسلوب حياة لتقدير الجمال، فالفن جزء مهم في الحياة اليومية بأنواعه الرسم والنحت والعمارة وكذلك الأدب والشعر والمسرح والموسيقى والسينما والأداء، وجميعها لها تأثير على المجتمع والعكس صحيح المجتمع يؤثر أيضاً على الفن، ويرتبط بالفنان والبيئة لتكون جزءاً منه ومن تعبيره. فالإنسان وليد عصره ومجتمعه والمفاهيم التي ينمو معها ويجسد تجربته ويعمق ثقافته الفنية ويعزز دوره في المجتمعات الحضارية بفكر فني وذائقة جمالية وبذلك فالفنان له تأثير على الفن الذي يسمو بالمشاعر الإنسانية ويرتقي بأحاسيس الإنسان. ويعد الفن التشكيلي شكلاً من أشكال الثقافة وأسلوباً للحياة اليومية والمجتمع يترجم الواقع، ويرتبط بالحياة اليومية المادية والروحية مع تغير في شكله وأسلوبه لدى مختلف الشعوب في كافة أنحاء المعمورة، وتسعى مختلف الدول إلى تمكين شعوبها من العلم والثقافة والفكر والنمو الحضاري والاهتمام بالوفاق العالمي والتقارب بين الشعوب وتشجيع المثقفين والمفكرين والسياسيين لنشر خطابات مختلفة عن السلام والأمان ودور التنوع الثقافي على المجتمعات. وقد انتشرت الجريمة والتطرف في عدد من المجتمعات واتخذت الدول القوة الصلبة لمكافحتها والحد منها على مر السنين، وفي الآونة الأخيرة ظهرت «القوة الناعمة» كأسلوب حياة لتساهم في مكافحة والحد من الجريمة والتطرف. من هذا المنطلق تتمحور بعض الأسئلة عن دور الفن التشكيلي كقوة ناعمة للحد من الجريمة والتطرف كأسلوب حياة.. * كيف يتم الحد من الجريمة والتطرف باستخدام الفن التشكيلي كقوة ناعمة؟ * تعد الثقافة والفنون من مصادر القوة الناعمة التي تعمل على إعلاء قيم الإخاء الإنساني والتسامح والخير والعطاء والتعايش والحب والجمال، وهي ساحة للحوار لتساهم في الحد من الجريمة والتطرف. ويعمل التبادل الثقافي والمعرفي والفني على إنقاذ البشرية من التطرف والعنف والكراهية بالحوار الثقافي الذي يعد السلاح الأكثر فعالية في السياق الحضاري، وذلك لأهميته في تحسين أسلوب الحياة وتقدير الجمال وتبرز جهود المثقفين في التصدي للأفكار والأفعال المنحرفة والتي تهدد المجتمعات بهدف تعزيز الأمن الفكري وتحقيق استقرار المجتمع وحماية أفراده من الجريمة والتطرف والأفكار الهدامة والإرهاب والمخدرات، وحماية المجتمع من الجنوح نحو الجريمة أو التطرف، وبث روح التسامح والتكيف مع مختلف المذاهب والأديان والثقافات الأخرى. وذكرت الرويشد عدداً من التوصيات أهمها: التأكيد على أهمية دور الفن التشكيلي كقوة ناعمة للحد من الجريمة والتطرف وتأثيرها على الحياة الإنسانية من خلال: * دعم دور التعليم العام والجامعي بإتاحة فرص أكبر ومشاريع وبرامج ومبادرات تساهم في جعل الفن التشكيلي أسلوب حياة مستداماً في الحياة اليومية ونمو المجتمع. * أدعو القطاعات الأمنية إلى تعزيز دور المشاريع الكبرى وريادة العمل في الفن التشكيلي كقوة ناعمة بالتعاون مع جهود وزارة الثقافة والجهات التابعة لها من الجمعيات والأندية للتدريب والتمكين وتنظيم المعارض الفردية والجماعية ودورها في رعاية ودعم البرامج والمشاريع التي تساهم في جودة الحياة للوصول إلى أكبر شريحة. * ندعو الإعلام إلى الاهتمام بثقافة التشكيل وإبراز الإنجازات النوعية فيه للتعايش في المجتمع والشعور بالجمال وأهمية التأمل على الروح والعقل والجسد. وإبراز الإبداع والمبدعين كقصص نجاح وإنجازات تضاف لتاريخ الدول وتكون قدوة. * إنشاء عمل مؤسسي واستراتيجيات قوية وواضحة مما يمكن الدول من الجاذبية والتفاعل مع الناس والقرب منهم وتعزيز دور الثقافة والفنون في الحياة اليومية مما يغير من دوافع الجريمة والتطرف ويحد منها وينشغل الناس بالجمال والسعادة والتعايش بمحبة وعطاء. د. الرويشد تتسلم عملاً تشكيلياً يعبر عن المناسبة