صراع الفوز باللقب يتواصل في الدوري الإنجليزي حتى الجولة الأخيرة    أمير جازان يشهد مراسم اتفاقية تعاون بين مديرية السجون وجمعية التوعية بأضرار المخدرات    المملكة تدشن مبادرة "طريق مكة" في مطار إيسنبوغا الدولي بأنقرة    نائب أمير مكة: لاحج بلا تصريح وستطبق الأنظمة بكل حزم    ناشئو الطائرة للآسيوية بالعلامة الكاملة    «التجارة»: بعض أصوات ناخبي غرفة الرياض «غير نظامية»    «الجوازات» تصدر 17537 قراراً إدارياً بحق مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    توقعات بأحكام صارمة ضد قادة إسرائيل    أمير الحدود الشمالية يرعى ندوة «جهود المملكة في محاربة الإرهاب والتطرف»    وزير الصحة يلتقي سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة    أمير تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    وزير الدولة للشؤون الخارجية يستقبل سفير كازاخستان المعين لدى المملكة    استكمال السوق العربية المشتركة للكهرباء خلال 13 عاما بعد موافقة 22 دولة    يوليو المقبل.. إطلاق خدمة حماية الأجور لرواتب العمالة المنزلية    الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بنجران توقّع مذكرة تفاهم مع جامعة نجران    الجوازات توضح أن تجديد جواز السفر إلكترونيًا لمدد الصلاحية من ستة أشهر    مدير تعليم الطائف يشهد معرض تحدي الطباعة    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    تخصيص خطبة الجمعة للتوعية بأنظمة وإرشادات الحج    الغيلاني وطاشكندي يحوزان جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية    القبض على 3 أشخاص لنشرهم إعلانات حملات حج وهمية    النيابة: إيقاف مواطن احتال على ضحاياه بالاستيلاء على مجوهراتهم    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    أمير القصيم يقلد العسعوس رتبته الجديدة "لواء"    سمو محافظ الخرج يستقبل رئيس جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز    النفط والذهب يتراجعان    أمير المدينة يتفقد مركز الترحيب واستقبال الحجاج    محافظ الأحساء يستقبل سفير باكستان لدى المملكة    غيابات الهلال أمام النصر في ديربي الرياض    سيفول رحمات: مبادرة طريق مكة سهلت رحلة الحاج    بنك التصدير والاستيراد السعودي يوقّع اتفاقيتين لتمكين الصادرات السعودية غير النفطية    تحت رعاية ولي العهد«سدايا» تنظم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي سبتمبر المقبل    مساعدات طبية وغذائية ل3 دول من "سلمان للإغاثة"    جامعة «مالايا» تمنح العيسى الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية    «الزعيم » لا يكل ولا يمل    السعودية.. وخدمة ضيوف الرحمن    لزيادة حجم القطاع 10 أضعاف.. السعودية تطلق خارطة طريق الطيران    السعودية و31 دولة تشارك في تمرين «الأسد المتأهب»    خالد ربيع.. يستعرض مفهوم السينما المستقلة بالتزامن مع مهرجان أفلام السعودية    «البلدية»: إيقاف وسحب «المايونيز» من أسواق المملكة    هيئة الصحفيين السعوديين يقيم ندوة "المواقع الإخبارية التحديات والآمال"    نحو سينما سعودية مبهرة    سلمان بن سلطان يرعى حفل تخريج الدفعة ال 20 من طلاب وطالبات جامعة طيبة    جامعة الملك سعود تتوّج ببطولة الرياضات الإلكترونية للجامعات    سيدات الأهلي يحصدن كأس الاتحاد لرفع الأثقال    نسيا جثمان ابنهما في المطار    إبادة بيئية    تحسينات جديدة في WhatsApp    الذكاء الاصطناعي يتعلم الكذب والخداع    إنقاذ ثلاثيني من إصابة نافذة بالبطن    استقبل محافظ دومة الجندل.. أمير الجوف يشيد بجهود الأجهزة الأمنية والعسكرية    كبسولة السعادة .. ذكرى ميلادي الرابعة والأربعون    تنمية المواهب في صناعة الأزياء محلياً    لؤلؤ فرسان .. ثراء الجزيرة وتراثها القديم    بعض الدراسات المؤرشفة تستحق التطبيق    الهلال يوافق على انتقال بيريرا لكروزيرو    روتين الانضباط وانقاذ الوقت    المراكز الصحية وخدماتها المميّزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة وبريطانيا.. شراكة وتوافق
نشر في الرياض يوم 10 - 07 - 2023


200 ألف سعودي حصلوا على التأشيرة الإلكترونية
حجم التجارة بين البلدين 17،3 مليار جنيه إسترليني
لا أشجع نيوكاسل لكنه من أهم الاستثمارات السعودية في بريطانيا
10 آلاف طالب سعودي في بريطانيا نصفهم طالبات
أكد السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية، السيد نيل كرمبتون في حوار خاص مع «الرياض» أن العلاقات السعودية - البريطانية تاريخية ومتجذرة، منذ أن أرسى قواعدها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ودولة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، خلال اللقاء التاريخي الذي جمعهما، في السابع عشر من شهر فبراير 1945م، ومنذ ذلك الوقت، تشهد العلاقات تطورًا متناميًا في جميع المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
كما أكد، أن التنسيق السياسي بين قيادتي البلدين مستمر وعلى أعلى مستوياته، وهو ما عكسته الزيارات الرسمية المتبادلة والمستمرة خلال السنوات الأخيرة بين المملكتين.
وقال: تتمتع بريطانيا والمملكة العربية السعودية بعلاقات دبلوماسية خاصة، تتميز بالصداقة والتواصل المستمر، والثقة الوطيدة والعلاقات التجارية القوية. ولدينا كثير من المصالح المشتركة، أبرزها الالتزام بحماية المناخ، ومكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي.
وقد عبر السفير البريطاني في بداية حديثه، عن إعجابه بما حققته المملكة خلال السنوات الأخيرة، واصفاً ما يحدث في السعودية من تغيرات ثقافية واجتماعية بأنه «مُلهم ورائع» بكل المقاييس، وما رآه من إنجازات تنفذ على أرض الواقع كل يوم، ما هو إلا دليل على عزيمة السعوديين وطموحهم.
وتطرق أيضاً، إلى العديد من الموضوعات التي تهم البلدين، نتناولها في تفاصيل الحوار التالي:
* تربط المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة علاقة طويلة الأمد، مبنية على المصالح المتبادلة ووجهات النظر المشتركة، فكيف تقيمون مستوى العلاقات الذي وصلت إليه؟ وكيف يمكن المضي قدماً فيها؟
* أعتقد أن العلاقات الثنائية حالياً هي أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى، حيث تتمتع المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية بعلاقة تاريخية عميقة، تستند إلى إرث تاريخي طويل من العمل المشترك على الصعيد الدبلوماسي، إضافة إلى علاقات عسكرية وأمنية وثيقة، وروابط اقتصادية وتجارية قوية.
وفي السنوات الأخيرة، توسعت العلاقة وتم تطويرها لتصبح شراكة استراتيجية مهمة. وبالتالي فإننا نعمل اليوم سوياً لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وفي مقدمتها التغير المناخي، ومعالجة قضايا التنمية في إفريقيا وجنوب آسيا وغيرها من القضايا.
وعلى المستوى الدبلوماسي، فإننا نعمل سوياً عن كثب، لحل التحديات الإقليمية الملحة، مثل الأزمة في السودان واليمن وغيرهما.
أما على الصعيد الدولي، فقد حافظنا على حوار مكثف وبناء حول قضايا عدة، مثل الحرب في أوكرانيا، والطاقة والأمن الغذائي.
وخلال الفترة التي قضيتها هنا في المملكة، فقد رأيت العلاقة تزدهر يوماً بعد يوم، في إطار سلسلة من المجالات الجديدة، وذلك بعد الإصلاحات الاقتصادية المهمة التي حققتها رؤية 2030.
وبالتالي فإننا نتعاون اليوم في مجالات أكثر، مثل السياحة والثقافة والصحة والتعليم وغيرها من المجالات، حيث أصبحت علاقتنا التاريخية شراكة إستراتيجية حديثة.
نحن فخورون بالروابط المتزايدة بين شعبي المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. فقد أخبرني صديقي السفير السعودي في لندن، أن ما يقرب من 170 ألف بريطاني زاروا المملكة العربية السعودية العام الماضي، سواء للعمل أو السياحة.
وفي شهر يونيو 2022، طبقنا نظاماً إلكترونياً للإعفاء من التأشيرة، يسمح بموجبه للسعوديين التقدم للحصول على تأشيرة عبر شبكة الإنترنت.
وسرني أن أكثر من 200000 سعودي قد تقدموا بنجاح للحصول على الإعفاء الإلكتروني من التأشيرة خلال العام الماضي.
وفي نهاية المطاف، فإن هؤلاء الضيوف هم الروابط الوثيقة، التي تدعم العلاقة بين المملكتين.
* كيف ترى نتائج وأهمية الزيارات المتبادلة بين الرياض ولندن، وأثرها على العلاقات بين البلدين؟
* باختصار، هي أمر حيوي لا شك. فالزيارات الوزارية مثلاً، تساعد قادتنا السياسيين على اتخاذ القرارات المناسبة، وتعطي المجال للتركيز أكثر على الفرص الجديدة والواعدة.
ففي مدينة الرياض، قمنا باستضافة ثلاثة وزراء بريطانيين، وهذا العام، قام وزير أمن الطاقة البريطاني معالي السيد جرانت شابس، بزيارة للمملكة في يناير 2023 وقام بالمشاركة في منتدى مستقبل المعادن، بالإضافة إلى مناقشة الخطط الطموحة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفضاء.
كما زار وزير الدفاع البريطاني السيد بن والاس، المملكة خلال شهر فبراير 2023 حينما وقع اتفاقية مبدئية، تصبح بموجبها المملكة العربية السعودية شريكاً كاملاً في نظام القتال الجوي المستقبلي. كما قامت معالي وزيرة الأعمال والتجارة السيدة كيمي بادينوش، بزيارة مهمة في مايو 2023 ركزت فيها على اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
ويسعدني أيضاً قيام المملكة المتحدة باستضافة معالي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي الشهر الماضي، والذي قام ببرنامج زيارة حافل، وحضر اجتماعاً لمجلس الأعمال السعودي - البريطاني المشترك.
كما استضفنا زيارة لمعالي الأستاذ فهد الجلاجل، وزير الصحة، في زيارة تمحورت حول بحث السبل التي يمكننا من خلالها تعميق تعاوننا في مجال الصحة والرعاية الطبية، بما في ذلك تسهيل تدريب الأطباء السعوديين، وعملهم في المملكة المتحدة.
أيضاً، أحرزنا تقدماً في مجالات جديدة. ففي شهر مارس 2023، قام معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور الربيعة، وسعادة الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية الأستاذ سلطان المرشد، بزيارة للندن، لعقد حوار استراتيجي بريطاني - سعودي افتتاحي، حول المساعدات الإنسانية والتنمية الدولية. وهذا مثال على عملنا سوياً في كثير من الموضوعات والقضايا، التي تتعلق بمواجهة تحديات هذا القرن.
* كما تعلمون، تواجه منطقتنا حالياً عدة أزمات، ما الدور الذي من الممكن أن تلعبه المملكة المتحدة في معالجة هذه الأزمات والصراعات، خصوصاً أن بلادكم عضو دائم في مجلس الأمن، وكذلك في الناتو؟
* لطالما كانت المملكة المتحدة نشطة باستمرار في التنسيق والتواصل مع أصدقائها في المنطقة، للتعامل مع التحديات والمخاطر الأمنية المحيطة. وتعد المملكة العربية السعودية شريكاً دبلوماسياً أساسياً بشكل تام، ونحن على اتصال دائم بالدبلوماسيين السعوديين والمسؤولين الأمنيين، بشأن تحديات الأمن والاستقرار المشتركة، وذلك من خلال عملنا على المستوى الثنائي، ومن خلال موقعنا في مجلس الأمن، لتحقيق الاستقرار في المنطقة وخصوصاً في اليمن وسورية.
وقد حضر معالي وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، اللورد أحمد، الاجتماع الذي استضافته الرياض مؤخرا لوزراء خارجية التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، بالإضافة إلى مناقشة كيفية التصدي لتهديد تنظيم داعش، وجرى على هامش الاجتماع عدة لقاءات، بما فيها مقابلة نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويمكنني أيضاً، أن أعطي مثالين للطريقة التي عملنا بها سوياً بشأن بعض الأحداث. فقد كانت أزمة السودان الأخيرة مثالاً جلياً وملموساً، على العمل المشترك مع المملكة على الصعيد الدبلوماسي، وأيضاً فيما يتعلق بإجلاء البريطانيين وغيرهم من الرعايا.
ومن هنا فإني أعبر عن عظيم شكرنا وامتنانا للحكومة السعودية، على الدور الحاسم الذي قاموا به فيما يتعلق بإجلاء الأجانب، بمن فيهم أكثر من 200 بريطاني عبر مدينة جدة.
كما عملنا سوياً بشأن التحديات الناشئة عن الحرب في أوكرانيا، سواء في تهدئة الصراع، أو التحديات الناجمة عنه، وأبرزها قضية الأمن الغذائي.
كما أننا ممتنون لسمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لدوره الفاعل في عملية إطلاق سراح عدد من الأسرى، بينهم ستة بريطانيين في الخريف الماضي.
كما كان من دواعي سرورنا، إرسال السلطات السعودية ممثلين رفيعي المستوى إلى مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا، الذي استضفناه في لندن خلال الأسابيع الماضية.
* ما حجم التبادل الاقتصادي والاستثماري بين البلدين؟
* حجم إجمالي التجارة في السلع والخدمات يعد ضخماً، وينمو بسرعة، حيث بلغ إجمالي التجارة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية 17.3 مليار جنيها إسترلينياً العام الماضي، مرتفعاً ب12 مليار جنيه إسترليني في عام 2018. ونحن في حوار وثيق ومستمر مع الوزراء السعوديين، حول كيفية إزالة العوائق أمام التجارة.
على سبيل المثال، فإن الصادرات السعودية من التمور إلى المملكة المتحدة قد زادت بنسبة 19 ٪ من حيث القيمة، وبنسبة 30 ٪ من حيث الحجم، مما يعني أن المزيد من البريطانيين يمكنهم الاستمتاع بالتمور السعودية اللذيذة.
ونعتقد أن التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، سيعطي دفعة كبيرة للتجارة في كلا الجانبين.
وتعد زيادة الاستثمار في كلا الاتجاهين هدفاً مهماً للحكومتين، إذ يعمل كلاهما بجد لتعزيز الروابط بين القطاعين الماليين لدينا، في مجالات جديدة مثل التكنولوجيا المالية، والتأمين والتمويل الأخضر.
وقد كنا فخورين للغاية، بأن صندوق الاستثمارات العامة أطلق سندات خضراء في لندن في الخريف الماضي، بنحو 8.5 مليارات دولار.
ولطالما استثمر السعوديون في لندن، لكنهم يبحثون بشكل متزايد في أماكن أخرى في المملكة المتحدة. وخلال فترة عملي كسفير، رأيت ثلاثة استثمارات سعودية مهمة في منطقة شمال شرق إنجلترا. وكان الاستثمار الأول استثماراً لصندوق الاستثمارات العامة في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم.
وبصفتي من مشجعي فريق سندرلاند، منافس نيوكاسل، فإنه لدي مشاعر معقدة حول هذا الأمر، إلا أن مشجعي فريق نيوكاسل سعداء بتأهل فريق نيوكاسل لدوري أبطال أوروبا.
كما يسعدنا أيضاً أن شركة (سابك) تستثمر أكثر من مليار دولار في إزالة الكربون من منشآتها البتروكيماوية في تيسايد.
وهو الأمر الذي يعني الكثير بالنسبة لي بصورة شخصية، فقد كان جدي يعمل في هذا المصنع، عندما كان مملوكاً لشركة ICI، وهي شركة كيماويات بريطانية، كما عملت أختي، التي تدربت كمهندسة، هناك أيضاً.
وأخيراً، تقوم حالياً مجموعة الفنار باستثمارات كبيرة في تيسايد، وأماكن أخرى في المملكة المتحدة لإنتاج وقود طيران أخضر مستدام.
أما من جانبنا، فإننا نعمل بجد لتشجيع المزيد من الشركات على فتح مكاتب ومقار إقليمية لها هنا في السعودية. ومن دواعي سروري أن المملكة المتحدة تعد ثاني أكبر مستثمر تراكمي في التجارة الخارجية في المملكة العربية السعودية بعد الولايات المتحدة الأمريكية .
* ما آخر تطورات التعاون الثقافي والتعليمي؟
* هذه مجالات في مرحلة الازدهار، ولكننا نريد فعل المزيد. هنالك أكثر من 10,000 طالب سعودي يدرسون في المملكة المتحدة، نصفهم طالبات. ونحن سعداء جداً بجميع الطلبة الموجودين في المملكة المتحدة، فهم سفراء لعلاقة الصداقة بين شعبينا.
وأتوقع أن يستمر هذا العدد في الازدياد، وأن يأتي عدد أكبر من الطلاب أو الأكاديميين البريطانيين إلى المملكة للدراسة أو إجراء الأبحاث. ونحن نعمل بجد لتطوير الروابط والشراكات بين الجامعات، وكان لدينا وفد يتكون من 17 شخصاً، من نواب رؤساء الجامعات البريطانية، زاروا المملكة في العام الماضي. وأنا متفائل، بأن عدداً من الجامعات البريطانية ستدخل في شراكات جديدة مع الجامعات السعودية في العام المقبل.
وأنا أستمتع دائماً بسماع قصص عن سعوديين سافروا إلى المملكة المتحدة خلال فترة الصيف، للسكن مع عائلة إنجليزية لتحسين مستوى لغتهم.
والآن خمس مدارس بريطانية افتتحت فروعاً لها في المملكة العربية السعودية، وهنالك المزيد قادم في الطريق.
ونود القيام بالمزيد فيما يخص التدريب المهني. لاسيما أن هناك اثنتين من الكليات التقنية البريطانية تعمل في المملكة، ونتوقع أن يتبعها المزيد.
فيما يتعلق بالجانب الثقافي، فالمتاحف البريطانية لديها الرغبة الأكيدة في تعزيز روابطها مع المتاحف السعودية. والروابط الرياضية أيضاً تزدهر يوماً بعد يوم، ونحن نستكشف فرصاً استثمارية مشتركة جديدة في كل المجالات، ومنها الرياضة الإلكترونية والسياحة.
* كم عدد الطلاب السعوديين في المملكة المتحدة، وما تخصصاتهم؟
* حوالي 14,000 طالب سعودي يسجلون في جامعات المملكة المتحدة كل عام، ونصفهم طالبات.
أما التخصصات فتختلف، لكن الأغلب هو الطب والهندسة، والتاريخ والفنون والقانون.
وكما يعلم الجميع، فإن الجامعات البريطانية معترف بها في جميع أنحاء العالم، لمناهج تعليمها المبتكرة، والأكاديميين البارزين، الذين يقومون بتدريسها.
* كيف تنظرون إلى التغييرات الأخيرة التي تحدث في المملكة العربية السعودية في المجالين الاجتماعي والثقافي - في ضوء رؤية 2030؟ وهل تخطط المملكة المتحدة لتلعب دوراً في أي من هذه المجالات؟
* أنا كسفير لدى المملكة العربية السعودية منذ بداية عام 2020، ولكنني زرتها عدة مرات منذ عام 1995. لقد كانت السعودية دائماً مكاناً ممتعاً للزيارة، والناس فيها معروفون بكرمهم وحسن ضيافتهم. ويزورها عشرات الآلاف من البريطانيين المسلمين كل عام، لأداء فريضة الحج والعمرة.
ولكن من الممتع والجميل أن أكون شاهداً على التغييرات الهائلة التي حدثت. في كثير من المجالات، أبرزها إشراك وتمكين المرأة، فنحن اليوم معجبون جداً بالدور الذي تلعبه المرأة السعودية في جميع المجالات، لتحقيق أهداف رؤية 2030.
وأيضاً، شاهدت أحداثاً جديدة ورائعة خلال "موسم الرياض"، كان من بينها أحداث رياضية، مثل فورميلا 1، والتعريف بالتاريخ السعودي في مدينة الدرعية التاريخية، التي أعيد ترميمها بشكل جميل. أعتقد أن مثل هذه الفعاليات، تظهر جانباً آخر أكثر جمالاً عن المملكة العربية السعودية للزوار من كل دول العالم، وبطريقة تتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع السعودية.
* هل من المتوقع أن تكون هناك زيارات رسمية قريبة بين الجانبين؟
* نعم، أتوقع بعضها خلال فصل الخريف، وستكون لوزراء حكوميين ورجال أعمال.
* ما أبرز مجالات التعاون بين البلدين في ملف مكافحة الإرهاب؟
* هناك تعاون وثيق بين المملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة، لمواجهة تحديات الأمن ومكافحة الإرهاب، وهناك تركيز على موضوع أمن الطيران، والأمن السيبراني الدفاعي، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله.
وكما قلت، فإن وزيرنا للشرق الأوسط حضر الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش بالرياض. ونحن معجبون جداً بالدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، في تعزيز روح التسامح والتعايش، والتصدي لأفكار المتطرفين.
* ما الدور الذي يمكن أن تقوم به المملكة المتحدة لمواجهة ظاهرة (الإسلاموفوبيا) في أوروبا؟
* نحن ملتزمون بمواجهة ظاهرة "الإسلاموفوبيا". والمجتمعات الإسلامية كانت ولا زالت، جزءاً مهماً من تاريخ بريطانيا والحياة البريطانية اليوم. وبلادنا تفخر بعاداتها الأصيلة في التسامح الديني.
لقد عملت المملكة المتحدة بجد لتشجيع الحوار بين الأديان لعدة سنوات. وكدبلوماسي، فإني أتذكر كلمة مهمة ألقاها جلالة الملك تشالرز، كانت عن الإسلام والغرب، تحدث فيها عن الهوية المشتركة والمعتقدات التي يتشاركها "أهل الكتاب".
ويسرنا أن معالي الشيخ محمد العيسى، عقد مؤتمراً مهماً بين الأديان في وقت سابق من هذا العام في لندن. ولكني أعتقد أنه لازال يجب علينا أن نبذل مزيداً من الجهود في هذا المجال.
* تعمل السعودية والمملكة المتحدة بصورة وثيقة معاً في مجال الطاقة، فهل وقعتا أي اتفاقيات مؤخراً، فيما يخص المشاريع الخضراء؟
* هذا أمر أنا ملتزم به جداً وحريص عليه بصورة شخصية؛ فالبلدان لهما إمكانات قوية تؤهلهما لأن يكونا قوة فاعلة في مواجهة تغيرات المناخ. وقد زار وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة والصافي الصفري، السيد جرانت شابس المملكة في يناير 2023، وناقش المجالات التي يمكن أن يتعاون فيها الجانبان معاً، بما فيها خفض الكربون، والهيدروجين الأخضر، واحتجاز واستخدام الكربون وتخزينه.
لقد أشرت فيما سبق إلى الاستثمارات المهمة التي قامت بها الشركات السعودية وصندوق الاستثمارات العامة، في المشاريع الخضراء في المملكة المتحدة.
أتوقع أن تعمل الشركات البريطانية والشركات السعودية في العام المقبل بصورة وثيقة أكثر، في مجالات مثل الطاقة المتجددة، احتجاز الكربون، إنتاج الهيدروجين وحالات أخرى مشابهة. من المهم للعالم أن المملكة العربية السعودية، كدولة مرتبطة أكثر بالهيدروكربونات، أن تلعب دوراً قيادياً مهماً في مواجهة تغييرات المناخ. وتؤكد أن هذه المشكلة تعد مشكلة عالمية تؤثر على كل الإنسانية.
السفير البريطاني لدى المملكة السيد نيل كرمبتون
الزميل عبدالعزيز الشهري خلال حوار «الرياض» مع السفير البريطاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.