الأخ الكريم سالم مروان -رحمه الله تعالى- زرته أكثر من مرة في مستشفى النقاهة وإحدى هذه الزيارات -بل أكثرها أريحيّة- كانت مع الأستاذ الكريم فهد الدوس الذي قام مشكورا بترتيب الزيارة والذهاب بي لزيارته، وإليك وصفًا لتلك الزيارة. عندما دخلنا على سالم، رحب بنا مع دعوات طيبات وابتسامة وابتهاج بزيارة إخوة له. تحدثت معه، فكان يكثر في كلامه من حمد الله تعالى وشكره والرضا بقضائه وقدره، والله إنك لتعجب من حسن ظنه بربه. كان حريصاً على السؤال عن بعض الأمور الشرعية وخاصة ما يتعلّق بالطهارة والصلاة والأذكار. سألته عن زيارة أصدقائه القدامى، فكان يتمتم بكلمات تشُمُ فيها رائحة العتب المؤلم من قطيعة كثير منهم، وهنا يُقال: إن من حقوق الأخ على أخيه أن يكون مشاركاً له في آماله وآلامه وأفراحه وأتراحه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر) متفق عليه. ومع الإعتذار لمن كان له عذر، لكن يبقى العتب على من قصّر في زيارته بلا عذر يمنعه، وأقول لهم: إن قصّرتم في زيارته في حياته، فلا تقصّروا في الدعاء له بعد مماته. بعد جلوسنا عند مروان وتبادل الأحاديث معه دخل علينا طبيب سوداني وطلب منا -الأستاذ فهد وأنا- زيارة المرضى فاستأذنّا من مروان ففرح بذلك وحثّنا عليه، بل وأظنّه قال: وددت أن أكون معكم لكن كما ترون، فقلت له: لك -بفضل الله تعالى- مثل أجر زيارتنا للمرضى بل أكثر لإنك أنت السبب في مجيئنا لهذا المستشفى وأنت الذي جعلت بقية الوقت من زيارتك لإخوانك وأولادك المرضى، فسُرَّ بذلك وودعناه. قبل ختام مقالي هذا أقول: كان مروان -رحمه الله تعالى- يرسل لي رسائل كثيرة بمعدل كل أسبوع ثلاث أو أربع رسائل، وكثير من تلك الرسائل بل أكثرها تتضمن جملاً دعائية أو تعظيماً لله تعالى، وهذا مما يؤكد -إن شاء الله تعالى- على عظيم محبته لله وحسن ظنّه به. ختامًا: من باب قول النبي: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) فإني أشكر الأستاذ فهد الدوس الذي كان حريصًا على أخيه مروان، وكذلك أشكر ابن العم سعد بن إبراهيم السدحان الذي كان يزور أخاه مروان يوم الأحد من كل أسبوع، وقد أخبرني بذلك الأستاذ فهد الدوس وقد أكّد ذلك لي مروان بنفسه، رحم الله تعالى الأخ الصابر المحتسب مروان -أحسبه كذلك- وجعل الفردوس الأعلى مثواه... آمين يا رب العالمين.