المتأمل في وضع الأودية والشعاب عندنا يلاحظ أن الكثير منها عبارة عن متاحف حقيقية تجمع أنواع الأشجار البرية النادرة، ونأخذ مثالا للأودية في محافظة الأسياح بما فيها مركز قبه والتي تمتلك أكثر وأعرق الأودية والشعاب التي تزيد على الثلاثين واديا وشعيب يفيض أو يصب بعضها في روضات تاريخية وتحتفظ هذه الأودية ومفايضها بأندر أنواع الأشجار البرية المعمرة والمصنفة ضمن أشجار الجزيرة العربية تقدر بآلاف الأشجار إلا أن هذه الأشجار تعرضت للتدمير والاعتداء في فترة ماضية إما بقطعها من قبل الحطابين أو بسبب الرعي الجائر ولا يزال الكثير منها خارج جهود الحماية التي حتى لو توفرت فهي لا تواكب أهمية هذه الأودية وترتقي للجهود التي يفترض توافرها لتواكب مبادرة "السعودية الخضراء" المشروع العظيم الذي أطلقه ولي العهد - حفظه الله - ويراهن على نجاحه. ولما كانت هذه الأودية مشاريع قائمة بذاتها وأكبر داعم لمشروع السعودية الخضراء وهي لا تحتاج أي تكاليف مادية إلا توفير الحماية فقط. فحري بوزارة البيئة ومعها كل الجهات المساندة أن يتم حصر هذه لأودية وإدخالها جميعا صغيرها وكبيرها ضمن المناطق المحمية بقوة النظام مع تكثيف فرق الحراسة وعلى اعتبار أن كل الأودية والشعاب مشمولة بمنع الاحتطاب فالأهم من ذلك منع الرعي الذي يعد أكثر تدميرا للبيئة بالذات الإبل التي لا تدمر الأشجار الكبيرة فقط بل تقضي على الأشجار التي تكون في مراحل نموها في عمر السنة والسنتين الأوليين مع تفعيل دور فرق الحراسة في إثبات المخالفات وتسجيل الغرامة مباشرة من خلال أرقام المركبات المرافقة أو الشرائح أو أرقام الهويات وإقامات الرعاة. وثمة مقترح باستحداث تطبيق تفاعلي يهدف لإشراك المواطن في عملية التبليغ يثبت بالصور على غرار تطبيق "كلنا أمن" وتطبيقات أخرى أثبتت نجاحها، والذي سيزيد من فرص نجاحه لو تم تخصيص جزء من قيمة المخالفة كمكافأة لصاحب البلاغ. رعي جائر