مقالة تفيض منها رؤية وعلامات علمية وفي الوقت ذاته لا تخلو من انطباعات مشاهد عادي، عن مسرحية (هما) لغازي القصيبي -رحمة الله عليه-، وللمخرج الكويتي يوسف البغلي، المقالة للدكتور المسرحي سامي الجمعان، أستاذ النقد المسرحي بجامعة الملك فيصل، نائب رئيس جمعية المسرح والفنون الأدائية، حيث نشر مقالته بصفحته بالفيسبوك تحت عنوان (عشق أنثوي ومكابرة ذكورية)، في مقابل اسم مخرج كويتي شاب (يوسف البغلي) حيث تساءلت عن مدى وعي هذا المخرج الشاب بخطورة ما يقدمه القصيبي في نص ثقيل كهذا، خاصة في مستوى انطولوجيا العلاقة الممتدة بين الرجل والمرأة؟ وفلسفة هذه العلاقة، ورحلة طويلة عبر التاريخ، رسخت في أذهاننا عبر ما أججته من صراع مستدام بين طرفي الرجل والمرأة، فقد انطلق العرض بنقاش جدلي بين الممثلة أو الأنثى (نيرمين محسن) وبين الكاتب الممثل أو الرجل (عبدالهادي الشاطري)، وكانت شبه معترضة على أفكاره وآرائه واستغلاله للمرأة، فهو يقترب منها بأنانية ونرجسية مفرطة، ويحاول استغلالها وينظر إليها نظرة سلعة لا أكثر، فتدخل الكاتبة معه في جدال عقيم كما يبدو بُغية تصحيح أفكاره تجاه الأنثى، ظهر جمال العرض في قوة الصراع الفكري المستند إلى نماذج واقعية تبرهن على قوة الصراع الأزلي بين المرأة الرجل، بين حضور المرأة الحياتي وحضور الرجل الحياتي، والحقيقة أن المخرج تعامل بحرفية شديدة مع الانتقالات التاريخية التي استعرضت نماذج إنسانية كانت العلاقة فيها بين الرجل والمرأة إشكالية فلسفية وإنسانية عميقة رغم ما شابها من مفاهيم واتهامات أحيانا، إلى هنا انتهى المنقول من كلام الدكتور سامي الجمعان، ولأني أحد الحضور أوافقه الرأي مضيفاً تطلعي من القائمين على هذا المنتج (هيئة الأدب والنشر والترجمة بالتعاون مع هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة) والمنتج المنفذ، أن يعطى هذا العمل حيزاً أوسع من العروض في مواقع أخرى تقديراً للجهد المبذول من كافة فريق العمل والقائمين عليه، وليتذوق الجمهور من محبي المسرح الذين لم يتمكنوا من الحضور تذوق هذا الإبداع في مكان آخر. وتختتم مساء غدٍ الأربعاء في جمعية الثقافة والفنون بالرياض الدورة الثانية لملتقى الرياض المسرحي للعروض المبتكرة بمسرح الهواء الطلق، وهي الدورة التي سميت بالدكتور والفنان الكبير راشد الشمراني، حيث بدأت مساء الأحد الماضي، وفيها تحقق هدف القائمين عليه ألا وهو إثراء ودفع الحركة المسرحية في مدينة الرياض واكتشاف وإبراز المواهب المسرحية على مستوى التمثيل والإخراج والنص، وما يميز هذا الملتقى هو توجيه الدعوات للمنتجين للأعمال المسرحية والتلفزيوني وكذلك المخرجين لهذين المجالين من أجل دعم المواهب الشابة وتمكينها للتقدم في مسارها نحو الاحتراف، كذلك توفير الفرص وتمكين الشابات الممثلات للمشاركة تلفزيونياً ومسرحياً، فشكراً للملتقى والقائمين عليه.
