أكد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ إلى أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله-، تؤكد على أن ازدهار المنطقة ورخاءها يتطلب خلوها من الصراعات والنزاعات وحل جميع القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتجدد دعمها الثابت للشعب الفلسطيني الشقيق، وحقه الكامل في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة بحدود 1967م، وعاصمتها القدسالشرقية. جاء ذلك في كلمته خلال ترؤسه وفد المملكة في الجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع الدوري السادس عشر لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تستضيفه عاصمة سلطنة عمانمسقط اليوم الأربعاء. وأشار معالي الدكتور عبد الله آل الشيخ إلى أن مستقبل المنطقة يتطلب تبني رؤية تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، وترتكز على الاحترام المتبادل بين دول المنطقة، وتوثيق الأواصر الثقافية والاجتماعية المشتركة ومجابهة التحديات الأمنية والسياسية، نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة. وأكد الدكتور عبدالله آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية تدعو إيران باعتبارها دولةً جارة، يربطنا بشعبها روابط دينية وثقافية، للتعاون مع دول المنطقة، من خلال الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن، مؤكدًا رفض المملكة استمرار احتلال إيران لجزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، مؤكدا في الوقت ذاته دعوة إيران للاستجابة لمساعي دولة الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وأوضح معاليه أمام الاجتماع أن المملكة العربية السعودية تحرص دائمًا على دعم إنجاح الهدنة التي ترعاها الأممالمتحدة في اليمن ورفضها التام استغلال المليشيات الحوثية لحرص المجتمع الدولي والتحالف على السلام، ورفض تنفيذ التزاماتها، مؤكدا في الوقت نفسه أن المملكة تثمن جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد هانز جروندبرج، في تعزيز الالتزام بالهدنة التي ترعاها الأممالمتحدة وذلك تماشيًا مع مبادرة المملكة العربية السعودية المعلنة لإنهاء الأزمة في اليمن والوصول إلى حل سياسي شامل. وقال معاليه: "لقد تأسس اجتماعنا هذا على مبادئ جليلة وعظيمة، ترتكز على التعاون الدائم والبنَّاء، في سبيل دعم العمل الخليجي البرلماني المشترك، وتوحيد المواقف والرؤى، وتعزيز التنسيق والتشاور والمتابعة، على المستويين الإقليمي والدولي، والمشاركة في مسيرة البناء والعطاء والتعاون الدائم التي يقوم بها أصحاب الجلالة والسمو ملوك وأمراء دولنا الخليجية حفظهم الله وسدد خطاهم - من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاهية لمواطني دول مجلسنا، واستشعارهم الدائم بأهمية هذا الكيان وضرورة المحافظة عليه". وعبر معالي رئيس مجلس الشورى في مستهل كلمته عن شكره وتقديره لرئيس مجلس الشورى بسلطنة عمان الشقيقة الشيخ خالد بن هلال المعولي، خلال رئاسته هذا الاجتماع وما حظت به الوفود الخليجية من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، والاهتمام البالغ في التحضير المتميز لأعمال الاجتماع، مهنئاً إياه على توليه رئاسة هذا الاجتماع في دورته الحالية، متمنياً لمعاليه التوفيق والعون والسداد. وتقدم معالي رئيس مجلس الشورى خلال كلمته بالشكر الجزيل لرئيس مجلس الأمة في دولة الكويت الشقيقة السابق مرزوق بن علي الغانم، على جهوده في سبيل تعزيز مسيرة العمل البرلماني الخليجي المشترك، متمنياً لمعاليه كل التوفيق والنجاح. كما رحب معاليه برئيس مجلس الشورى في دولة قطر الشقيقة حسن بن عبدالله الغانم لانضمامه في هذا الاجتماع متمنياً له مزيداً من النجاح والتقدم، وقدم شكره أيضًا لمعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف على جهوده الدائمة وحرصه المستمر لإنجاح هذا الاجتماع وسائر أعمال مجلس التعاون الخليجي. وفي مستهل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قدم رئيس مجلس الشورى بسلطنة عمان الشيخ خالد بن هلال المعولي الشكر والتقدير لمعالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ على الجهود المثمرة، وما تحقق من نتائج إيجابية خلال رئاسته للاجتماع الدوري الخامس عشر. ورفع الشيخ خالد المعولي خلال الكلمة الافتتاحية باسمه ونيابة عن أصحاب المعالي والسعادة الرؤساء أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المملكة العربية السعودية بمناسبة اليوم الوطني الثاني والتسعين، داعيًا الله -سبحانه وتعالى- أن يُعيد هذه الُمناسبة على الشعب السعودي الشقيق باليُمن والخير والبركات. وأكد المعولي أن هذا الاجتماع يدعم، ويجدد مسيرة العمل التشريعي الخليجي، والذي انعكست نتائجه على مستويات التواصل والتعاون بين مختلف المجالس التشريعية الخليجية حول تبادل الآراء والخبرات في المواقف والتحديات التي مرت بها المنطقة؛ مما عزز مسيرة العمل الخليجي المشترك ووحدة صفه وصولاً إلى آفاق التعاون والتكامل المنشود، تلبية لتطلعات وآمال البيت الخليجي، متطلعًا إلى تحقيق المزيد من العمل المشترك لما فيه الخير والفلاح للبلدان الخليجية، سائلًا الله سبحانه وتعالى أن يمنّ على الخليج من فيض جوده أمنًا واستقرارًا ورخاءً وازدهارًا، بمختلف الميادين والأصعدة. حضر الجلسة الافتتاحية عضو المجلس عضو لجنة التنسيق البرلماني والعلاقات الخارجية الدكتور إبراهيم النحاس، وعضو المجلس عضو لجنة التنسيق البرلماني والعلاقات الخارجية الدكتور طارق الشمري، وعضو المجلس الدكتور حسن آل مصلوم، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عُمان عبد الله العنزي وعددًا من المسؤولين في المجلس.