تحت مظلة رؤية 2030، تعيش المملكة مرحلة جديدة من البناء والعمل والإصلاح الداخلي، الذي يحقق ما تبقى من تطلعات الرؤية ومشاريعها وأهدافها العملاقة، التي يُنتظر أن تعيد صياغة المشهد العام داخل المملكة وخارجها، وتنقل البلاد إلى عهد جديد، عنوانه "التقدم والازدهار" وفي زمرة العمل الداخلي وتنوعه، لم تنسَ المملكة دورها كدولة محورية كبرى في المنطقة، تتمتع بمكانة مرموقة في قلب الأمة العربية، وهو ما يدفعها إلى المحافظة على المكتسبات العربية العربية، وتحقيق قدر مرضٍ من التنسيق والتفاهم والتعاون مع الدول المجاورة، في جميع المجالات، لضمان استقرار تلك الدول، فضلاً عن تعزيز قدراتها على تحقيق الرفاهية المطلوبة لشعوبها، ويفسر ما سبق تحركات المملكة خارجياً في الأيام الأخيرة، بدءًا من زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر والأردن وتركياً، وصولاً إلى استقباله لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في الرياض. وتؤكد أحداث التاريخ حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده على وحدة الشعب العراقي الشقيق، والتعاون مع حكومته الحالية، لتحقيق المصالح المشتركة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث تنظر المملكة بتقدير بالغ إلى أهمية زيارة المسؤول العراقي، وتداعيات تلك الزيارة في ترسيخ العلاقات بين البلدين وتطورها إلى المستوى المأمول، في المقابل تحمل الزيارة معاني ودلالات سياسية، تعكس إيمان الحكومة العراقية بأهمية العمق العربي والإسلامي والثقل الكبير الذي تمثله المملكة في المنطقة العربية والعالم. مسارات التعاون السعودي العراقي على مدى سنوات ماضية كانت متنوعة، وتكشف عن عمق العلاقات بين الرياض وبغداد، فالمملكة حريصة على دعم جهود العراق في التصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب، وتؤكد على ضرورة احترام سيادته ووحدة أراضيه، ووقف التدخلات الخارجية. كما أن المملكة ترى في العراق عمقًا استراتيجيًا لها، وتربط أمنها بأمن العراق ضمن وحدة عربية، ومن هنا تشهد العلاقات بين البلدين انطلاقة جديدة، تسير نحو أوجه تعاون بناءة في المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية وغيرها من المجالات. رغبة قادة البلدين في ترسيخ العلاقات بينهما، سهلت كثيراً على مجلس التنسيق السعودي العراقي القيام بواجباته كاملة في تعزيز التواصل على المستوى الاستراتيجي والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة في مختلف المجالات ليس أولها الاقتصاد والتنمية، وليس آخرها الأمن، والاستثمارات السياحية والثقافية والإعلامية.
