تختزن الذاكرة بعض العظماء الذين لهم مكانة راسخة في ذهني ولهم تأثير بالغ على حياتي منذ طفولتي عندما كنت صغيراً يانعا حتى وقتنا هذا وأعرّج بذاكرتي أحيانا على هؤلاء من الأقارب والأحباب والأساتذة الأفاضل ولكن من أهم هؤلاء العظماء والدي - يرحمه الله تعالى - الشيخ مبارك بن عابد البدراني الذي رباني أفضل تربية وعلمني أفضل علم تعلمت منه الكثير والكثير والذي لا أستطيع أن أقف عليه في مقال تعلمت منه الأخلاق الفاضلة وكيفية التعامل مع الناس وعدم الاستهانة بالحقوق وإعطاء كل صاحب حق حقه واحترام الجيران وعندما تحصل مناسبة يتفقد الجيران واحداً واحدا ويطلب منا ألا ننسى أحداً منهم ويعاتبنا إن حصل ذلك تعلمنا منه الكرم والشجاعة والمروءة والشهامة والتواضع وعدم التعالي على الناس كان يرحمه الله نبراساً لنا أنا وإخوتي يضيء لنا الطريق وموجها لنا ومن أهم توجيهاته احترام الأقارب وصلة الرحم وأهم ما كان يوصينا به الصلاة تلك الوصايا التي رسخت في أذهاننا وأصبحت من طباعنا وجزءا لا يتجزأ من حياتنا كان فقده أمر جلل قد أفل ذلك القمر المنير وكنت أردد بيت المتني ... ماكنت أحسب قبل دفنك في الثرى أن الكواكب في التراب تغور ولكن هذه سنة الحياة ولن يبقى أحدا في هذه الدنيا الفانية خالداً مخلّد هكذا القدوة الحسنة وقد تذكرت وفاته بعد ما يقارب ال5 سنوات وتخالجت بداخلي الأفكار.. الأب رجل لن يتكرر في الحياة ولا يغني عنه أي أحد أبداً والأب هو معطف الأمان في ليالي العمر الباردة، فيا رب عن كل قطرة عرق نزلت من أبي سعياً لرزقنا ارفع بها درجته في الجنة، رحم الله والدي وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة ورحم الله جميع أموات المسلمين وغفر لهم.