إبراهيم عطية أو ما أطلق عليه حمال الحواديت يوم تكريمه من الأسدية إلى الزقازيق ومنها إلى القاهرة ورحلة مع الإبداع في دار العلوم، أحد الأصوات الروائية المغرمة بالبيئة المحلية، وقد اتخذ من السرد معادل للحياة، تمثل القصة القصيرة بتقنياتها وتطورها عالمه الحقيقي، وتجلت في مجموعاته التي صدرت من " طعم الوجع " وتبعتها مجموعة " صيد المطر" و"حوريات الضوء" و"هرش دماغ" وغيرها، يتحدث معنا عن تجربته السردية من خلال هذه الأسطر: * بين الصحافة والأدب كنت في وسط لغتين مختلفتين عن بعضهما ربما تناقض بعضهما بعضا، كيف تمكنت من الإمساك بزمام الإبداع في ظل ذلك؟ * لم يعد هناك فرق بين لغة الصحافة ولغة الأدب في الأسلوب والصياغة، ويجمع بينهما الكلمة التي تمثل جوهر اللغة، ومن رؤيتي لطبيعة العمل الصحفي والأدب، حاولت بقدر الإمكان المواءمة بينهما، وتوظيف اللغتين في الصحافة والأدب بعدما تداخلت الفنون، والسعي وراء البساطة وتوظيف المأثورات الشعبية في الكثير من أعمالي الإبداعية. * عمق السرد يتجسد من خلال الرواية، وكتاب كثر هم الذين جاؤوا للرواية من بوابة القصة القصيرة، كيف وجدت نفسك في بعضهما أو كلاهما؟ * السرد هو البناء الدرامي للحياة التي نعيشها، تنعكس أحداثها على المبدع فيعيد صياغتها في بناء فني، قد يكون قصة قصيرة أو رواية، وبالتأكيد بوابة القصة القصيرة تعتمد على التكثيف، والإيجاز في الصياغة تعبيرا عن حالة قصصية، أما الرواية تمازج بين اللغتين الفصحى والعامية في بنية سردية قريبة من لغة الصحافة في الصياغة والأسلوب البسيط، وبدأت تجربتي الإبداعية فأصدرت مجموعات قصصية أولها (طعم الوجع، وصيد المطر، حوريات الضوء، هرش دماغ، شيخوخة الظل، دموع سعيدة). * حدثنا عن أبرز أعمالك الذي تعتبره يمثلك وقدمك بشكل جيد؟ * اعتبر أن ما أكتبه من أعمال قصصية وروايات جميعها أبنائي ولا يمكن أن تفرق بين أبنائك في المنزلة، لكن من المؤكد أن عملي الأول بمثابة ابني البكري الذي قدمني للحياة الأدبية، وبدأ المجتمع الأدبي يعرفني حين نشرت مجموعتي القصصية الأولى "طعم الوجع" التي صدرت عام 1997م عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ساعتها أحسست بفرح كبير. كما أن أولى رواياتي بعنوان "سبت النور" التي تتناول طبيعة الشخصية المصرية الفرعونية وتمازجها مع الثقافة العربية. * شخوص روايتك تستقيها من واقعك وعبر الإنسان البسيط والمهمش ماذا عن إبراهيم عطية نفسه ووجوده في أعماله؟ * تربطني بشخصيات أعمالي الروائية علاقة حين أجلس للكتاب تتداعي أمامي وكأني أراها وهي تمشي أمامي لتعبر عن نفسها، وهناك من الشخصيات التي تفرض إرادتها على الأحداث، وتبرز بشكل متنامٍ رغم كونها لم تكن موجودة في مخيلتي، لكنها تساهم في البناء الدرامي وتجعل لنفسها حضورا في السرد، لكنها تتماس مع الواقع.