من الناحية الرياضية التنظيمية فإنه يعد قرارا تاريخيا الذي اتخذته اللجنة الأولمبية العربية السعودية، بالاندماج مع اللجنة البارالمبية السعودية لتصبحا جسدا واحدا ولجنة، باسم اللجنة الأولمبية البارالمبية السعودية، وذلك وفقا لما أعلنته الجمعية العمومية الأولمبية ال 25 بتاريخ 16\12\2021، ولعل الغاية الأساسية من وراء هذا القرار هو زيادة مستوى الدعم لكافة أنواع وفئات الرياضيين السعوديين، وتوحيد الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات السعودية على المستوى الإقليمي والدولي العالمي، سواء في البطولات أو المشاركات، إضافة إلى ما سينتج عن هذا القرار من تحسين وتطوير للبنية التحتية الرياضية المهيأة للرياضيين السعوديين وفقا لتنوعهم بين اللجنتين سابقا، اللجنة الواحدة الموحدة حاليا. هذا القرار يعد تاريخيا لأن المملكة تعتبر من أوائل الدولة التي اتخذته، ولنفس الغايات بطبيعة الحال، علما أن الولاياتالمتحدة سبقتنا إلى هذا القرار، والمختصون في الشأن الرياضي عموما والأولمبي البارالمبي خصوصا، يتوقعون أن تتجه غالبية دول العالم إلى مثل هذا الدمج واتخاذ مثل هذا القرار، خاصة وأن العمومية في هذا القرار تعني أن تشمل المظلة التنظيمية كافة أنواع الرياضات والرياضيين الأصحاء في الأولمبية أو من ذوي الإعاقة في البارالمبية، مما سيؤدي حتما إلى زيادة مساحة عالم الرياضة في المجتمع السعودي بشكل عام، وإن كنا نسعى ونتمنى إلى زيادة أنواع الرياضات فإننا أيضا نسعى إلى زيادة مساحة التنافس فيها، لأن التنافس وحده من يشعل حماس الشباب ويفجر المواهب والطاقات. عقلية رؤية المملكة 2030 إلى تحسين المنتج السعودي وأخذه إلى عالم من التميز والريادة، هو ما أنشأ هذا التوجه ونتج عنه هذا القرار، وبكل تأكيد فإن رئيس اللجنة الموحدة الآن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وعلى يمينه نائبه الأمير فهد بن جلوي بن مساعد، فإن العمل لم يكن وليد الصدقة أو ارتجاليا، بل كان من واقع الدراسات والاستشارات والتخطيط المسبق، خاصة وأن الرياضة بشكل عام تحظى بدعم كبير من ولاة الأمر، سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله وأطال لنا في عمرهما -، وهنا وفي ظل هكذا دعم ورعاية فإن ما نتوقعه من نتائج لا بد وأن تكون بنفس الحجم من الدعم والرعاية. ولكي نكون أكثر وضوحا وتركيزا في المرحلة القادمة، فعلينا تحديد أولى خطوات اللجنة الجديدة، إن كانت عملية اندماج تنظيمي إداري مالي؟ بحيث يتم دمج كافة الإدارات والأقسام وتوحيد جهة صناعة واتخاذ القرار؟ أم أن اللجنة الجديدة ستعمل بروح التحالف بين اللجنتين السابقتين، لأنه علينا أن نكون واقعيين حين نقول إن حال ألعابنا الأولمبية لم تكن على ما يرام، ولم نصل إلى ربع ما نتمنى ونستحق أن نصل إليه، بينما في العالم البارالمبي، فإننا قد حققنا من الإنجازات الكثير، وسمعتنا قوية جدا سواء في المشاركات وتنوعها أو الإنجازات والبطولات التي حققناها، ورغم أنه كثيرا ما كنا نطالب بدعم أكثر للبارالمبية؛ لأنه لديها القدرة على تحقيق المزيد من الإنجازات، إلا أن البنية التحتية رغم ذلك كله في الألعاب البارالمبية لم تصل إلى المستوى الذي نتمناه وقادرون على تحقيقه. في البطولة الأولمبية الأخيرة حصيلتنا ميدالية وحيدة فقط، كلنا نعلم أن عبدالعزيز بن تركي الفيصل لم يكن راضيا ولا مقتنعا بهذا الإنجاز البسيط جدا، ولهذا فإن حدوث مثل هذا القرار في الدمج بين اللجنتين برئاسة سموه، دليل واضح على أن عبدالعزيز بن تركي قد بدأ مرحلة البناء والتحسين في الشق الأولمبي، وهذا ما يقودنا إلى الشق الآخر من عنوان مقالتي أعلاه، أن الاندماج هو فعلا تحالف، وكأننا نتحدث عن صفقة رياضية بين رياضيين حققوا إنجازات متتالية في الأعوام الأخيرة، ورياضيين أصبح لزاما عليهم تحقيق الإنجازات والبطولات، وهنا تأتي حكمة وإدارة ابن تركي الفيصل، في كيفية تحقيق النجاح لهذا التحالف، إضافة إلى الإضافة النوعية التي ستتحقق من دعم أكثر وأقوى لمسيرة ذوي الإعاقات بشكل عام، ورياضاتهم وإنجازاتهم البارالمبية بشكل خاص، ولم يمنع أيضا أن يشارك من ذوي الإعاقة في بطولة أولمبية بارالمبية ويحقق ذهبيتين للوطن السعودي. د. طلال الحربي د. طلال الحربي