سلطت صحيفة عمان الضوء في عددها المنشور يوم أمس الاثنين على العلاقات السعودية العمانية والتوجه الحثيث نحو زيادة التبادل التجاري والاقتصادي بعد الزيارات المتبادلة بين الطرفين، وأكدت الصحيفة في تقريرها أن مبادرات عدة فتحت أبوابًا جديدة للاستثمار في مختلف القطاعات، مثل: اللوجستيات والطاقة والنقل والأمن الغذائي والبتروكيميائيات، وتزايدت بشكل ملموس وتيرة التعاون الاقتصادي بين المملكة وسلطنة عمان خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن ينتقل هذا التعاون إلى آفاق أكثر رحابة. وأضافت الصحيفة في تقرير أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين ورجال الأعمال من البلدين تترجم حرص المملكة وعمان على استثمار الطاقات والإمكانيات، وفتح خطوط جديدة تعزز من المكانة المالية والاقتصادية والتجارية للدولتين على الساحتين الإقليمية والعالمية. وانعكست الزيارات الناجحة إيجابياً على الطرفين في التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بما يحقق المصالح المشتركة. كما أسفرت اللقاءات بين الجانبين عن تشكيل مجلس الأعمال العماني - السعودي المشترك، الذي يحرص على دعم التنمية الاقتصادية في البلدين، ويبحث التعاون التجاري، كما يرفع معدل الفرص الاستثمارية. وأكد التقرير أن مجلس الأعمال العماني - السعودي المشترك برهن عمله الجاد حول دعم التوجه القائم بين القيادتين وجهود الحكومتين لتنمية الجوانب الاقتصادية المشتركة، مع بحث شراكات فاعلة يستفيد منها أصحاب الأعمال في الجانبين، والحرص على تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأشارت صحيفة عمان إلى زيارة وفد السلطنة من المسؤولين ورجال الأعمال للمملكة العربية السعودية الفترة الماضية للاطلاع على التجربة السعودية في مجال الاستثمار، نتج عنها مباحثات بين السلطنة والمملكة لدارسة إمكانية إنشاء منطقة صناعية سعودية في السلطنة، تسهم في تسريع وتيرة نقل البضائع بين المناطق الاقتصادية الخاصة السعودية والعمانية، وتم خلال اللقاء عرض رؤى وتطلعات البلدين الشقيقين عمان 2040 والمملكة 2030، وهي خطوة كبيرة إيجابية في سبيل تنفيذ هذه الخطط ووضعها على أرض الواقع. وبينما يمضي كلا البلدين في متابعة تنفيذ رؤيتهما المستقبلية، يتم بشكل متواصل التأكيد على الاعتماد على القطاع الخاص كمساهم رئيس في التنمية، ولتمكينه من هذا الدور يتم العمل بشكل حثيث على تهيئة بيئة الأعمال وزيادة تنافسيتها لتكون مؤهلة لجذب أفضل الاستثمارات النوعية التي تمثل قيمة مضافة مهمة لمشروعات التنمية وتعزيز النمو الاقتصادي، كما تعطي البلدان أولوية كبيرة لتشجيع ريادة الأعمال كمحرك أساسي للنمو وكركيزة رئيسة لاستغلال وإبراز المواهب الوطنية. وسلط التقرير الضوء على الأهداف المشتركة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 ورؤية سلطنة عمان 2040، في تعزيز تنافسية وجاذبية الاقتصاد والانتقال إلى مركز متقدم عالمياً في مؤشر التنافسية، ورفع نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر للناتج المحلي مع زيادة مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي. وأضافت الصحيفة أن أهداف وأولويات رؤية عمان 2040 ورؤية المملكة 2030 تمتد إلى آفاق أكثر شمولاً من الجانب الاقتصادي الذي يعد منطلقاً أساسياً نحو استدامة التنمية، حيث تبدي الرؤيتان أهمية بالغة لجميع جوانب الحياة وصولاً إلى تمتع المواطن بحياة كريمة ورفاه مستدام، ويظل تحقيق الرؤيتين جهداً لا تقوم به الحكومات منفردة بل يتطلب شراكة ومساهمة فعالة من قبل المواطنين والقطاع الخاص ومكونات المجتمع كافة لتحقيق هذه التطلعات الطموحة كافة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.