أياد غضّةٌ تحملُ أعلامَ بلادها، يزهون بها، يتسابقون على شرائها واقتنائها، يتوشحونها، فوق لباسهم الوطنيّ في يومهم الوطني، ويفاخرون بها في كل حين، يرددون نشيدها الوطني، في مدارسهم حين اصطفافهم الصباحيّ، يغنون ذلك النشيد، الذي يحملُ في طيّاته العزّة والمنعة والقوّة والأنفة، يتطلعونَ إلى غدٍ مُشرق، يوحدون إلههم، ويعتزون برمزِ بلادهم، "سارعي للمجدِ والعليا، مجّدي لخالق السماء، وارفعي الخفّاق أخضر، يحمل النور المُسطّر، رددي الله أكبر، يا موطني، موطني عشت فخر المسلمين، عاش الملك للعلم والوطن"، نعم، يرددون عاش الملك للعلم والوطن، فالملك يقومُ بحماية البلاد والدفاع عنها، والعلمُ رمزٌ للإباء، والوطن دارهم ومقرّهم ومأوى أفئدتهم، وكذا الآباء يحملون الأعلام، ويرددون "نحمد الله جت على ما تمنى، من ولي العرش جزل الوهايب"، نعم، جاءت بفضلِ الله وبحمده مثلما تمنّى مؤسس هذه البلاد، وكما تحملُ تلك الأنفس الطيّبة تلكم الأعلام؛ فإنّ السرايا الشاهقة تحملُ علمنا ذا اللون الأخضر، الذي عرضه يساوي ثلثي طوله، ذلك العلم الوحيد بين أعلام الدول الذي لا يُنكّس بأيّ حالٍ من الأحوال، وهذا بفضلِ الله ثم بفضلِ ما يحمله من كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ومثل ما وهب الله علمنا هذه الصفة العزيزة؛ فإنه وهب بلادنا هبات لا تُحصى، وهبها رجلٌ أعاد ملكه، وملك أجداده، ووحدها وأرسى أركانها، أسسها على قوّة ومتانة وقواعد لا تلين، ووهب الله المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن أبناء شدّوا من أزره وعاضدوه في حياته وحملوا الأمانة من بعده، ساروا على نهجه وطريقته وأسلوبه، وآمنوا بإيمانه بأرضه، وتفانوا في تطويرها وازدهارها ونموها، إلى عهد ملك الحزم والعزم والقوة والعدل والإنسانية، عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-. كما وهب الله -عز وجل- هذه الأرض مقدساتٍ، جعلها قبلة المسلمين ومهبط وحي، ومرقد رسولهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهب الله هذه الأرض ولاة أمر، جعلوا من أنفسهم خدما لهذه المقدسات، فعمروها، وتفانوا بخدمتها، وفاخروا بتلك الخدمة، وهبها الله أن جعل الركن الخامس من أركان الإسلام يُقام على أرضها، وجعل أفئدة من الناس تهوي إليها، ورزقهم من الطيبات والخيرات والثمرات، وهب الله هذه البلاد المال والثروات لتعيشَ كريمة، لا تمدُّ يدها إلا لله، بل أصبحت لها أيادٍ بيضاء على المحتاجين في أقطار المعمورة، أُسس فيها مراكز لخدمةِ الإنسان، أيًا كان هذا الإنسان، بغض النظر عن لونه أو جنسه أو لغته أو دينه، فها هو مركز الملك سلمان بن عبد العزيز يقدّم الإغاثة والعون لكل من هو بحاجة أو عونٍ أو مساعدةٍ سواء كانت صحيّة أو تعليمية أو غذائية أو ذات مردودٍ اقتصاديّ للبلدِ المُعان، فحين أُصيب العالم بجائحةٍ عطّلته وأوقفت عجلة نموه، بادرت بلادنا المملكة العربية السعودية بفضلٍ من الله ثم الجهود المخلصة تجاوز معضلة الجائحة بأقل الأضرار وأصبحت أنموذجًا يُحتذى في هذا المجال، وأمدّت يد العون والمساعدة للدول الصديقة والشقيقة وغيرها بما تحتاجه من أدوية وعلاجات وعلى رأسها لقاحات ضد فيروس كوفيد-19، وأصبح علم بلادنا يرفرف في كل مكان من العالم، حاملاً معه الخير والعطاء، بلا منٍ أو أذى يُقدّم عن طيب خاطر وإيمان من ولاة أمر هذه البلاد، إنّ هذه المعونات التزامٌ تاريخيّ منذُ نشأة وتأسيس المملكة العربية السعودية، حيثُ يقدمون المستطاع لمن هو في حاجةٍ للوقوف معه، دامَ علمنا مُرفرفًا خفّاقًا، ودامت أيادي المملكة العربية السعودية معطاءة، ودامت أرضها ثريّة تُجيد الخيرَ العميم، ودامَ شعبُ هذه البلاد -المملكة العربية السعودية- وفيًا لملكه وأرضه وعلمه، وأدام الله ولاة أمرها الأبرار الذين وهبوا أنفسهم لخدمة هذه البلاد وخدمة مقدساتها وأهلها ولمن هو في حاجةٍ من الدول الصديقة والشقيقة وبقية العالم أجمع، فرفرفي أعلام بلادي، ولترفرف قوتنا وعزتنا ومجدنا، ولتبقى بلادنا أنموذجًا للخيرِ والعطاء، وفي ذكرى العام الحادي والتسعين لليوم الوطني؛ يتجددُ الولاء والدعاء للملك المؤسس وأبنائه ورجاله جزاء ما صنعوا من إرثٍ خالد وخيرٍ متواصل، فرفرفي أيتها الأعلام وافخري بما تحقق من نهضةٍ وحضارة وازدهار في ظلِّ قيادةٍ ومسيرِ رؤيةٍ وطنية تُسابق الريح، وليردد الجميع، عاشَ الملك للعلم والوطن. عبدالعزيز بن عثمان الفالح