كتاب «إبهاج الحاج» للمؤلف أ. ناصر الزهراني.. ليس صورة مكررة لما سبق من تأليف، فقد عمد فيه المؤلف إلى التجديد، وقدم فيه الجديد، فجاء بعيداً عن الرّتابة المعتادة في كثير من مؤلفات الحج. الحج أسرارٌ وعبر، دروسٌ وحكم، تربيةٌ وتزكية، قصصٌ ومواقف، أحداثٌ وطرائف، أخبارٌ وآثار، خطبٌ وأشعار، فوائد مُمتعة، آداب نافعة، وصايا جامعة، مواقف رائعة، لذا فإن المؤلف أراد أن يكون هذا الكتاب سلوة للحاج، ومناسباً لكل مزاج، فلقد أجتهد أن يكون مضمونه تصديقاً لعنوانه. والكتاب أشبه بحديقة غناء، وبستان جمل فيه الفاكهة الشهية، والخضرة الندية، والرائحة الزكية، والزهرة البهية، يتجول الحاج فيه بقلبه وعقله ليجد فيها مما تشتهي النفس ألواناً، ومما يطرب القلب أفناناً. ويقول في مقدّمة الكتاب د. أحمد بن عبدالله بن حميد: «إن كتاب الشيخ الفاضل ناصر بن مسفر له طعمٌ متميز ومنهج خاص قد لا يوجد في غيره جمع فيه ملفه - جزاه الله خيراً - ما يحتاج المسلم أثناء الحج من أحكام ودروس وعبر ومواقف ولمحات وقصائد وشوارد مراعياً في اختياراها جانب التربية والتهذيب والموعظة والتذكير، كل ذلك بأسلوب يخاطب القلوب قبل الأسماع، وكان - جزاه الله خيراً - موفقاً في اختيارها متميزاً في صياغتها وعرضها. أسأل الله أن يكتب لمؤلفه الأجر والثواب، وأن يبارك في علمه وجهوده وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه». وعن موكب الحجيج يقول المؤلف: «الحج هو تلك الرحلة الفريدة في عالم الأسفار والرحلات، ينتقل المسلم فيها ببدنه وقلبه إلى البلد الأمين لمناجاة رب العالمين. ما أروعها من رحلةٍ وما أعظمه من منظر يأخذ بالألباب! هل شممت عبيراً أزكى من غبار الحرمين؟ هل رأيت لباساً قط أجل من لباس الحجاج والمعتمرين؟ هل رأيت رؤوساً أعز وأكرم من رؤوس المحلقين والمقصِّرين؟ هل مرّ بك ركب أشرف من ركب الطائفين؟ هل هزّك نغمٌ أروع من تلبية الملبين، وأنين التائبين وتأوّه الخاشعين، ومناجاة المنكسرين؟».