دشنت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة اليوم (الأحد)، أعمال التشغيل المبكر في أحدث أنظمة نقل المياه المحلاة التابعة لها "نظام نقل مياه عرفات - الطائف"، أحد أهم المشاريع التنموية المائية في المملكة. ويستهدف المشروع نقل المياه المحلاة من خزانات المؤسسة في منطقة الخزن الاستراتيجي في عرفات، إلى الخزانات الاستراتيجية في مدينة الطائف، لإمداد المحافظة وقراها الجنوبية وصولاً إلى منطقة الباحة باحتياجها من المياه المحلاة، وتلبية الطلب المتزايد عليها في ظل التنامي السكاني في هذه المواقع. ويأتي المشروع العملاق بصفته إحدى قصص النجاح التي سطرتها المملكة في مجال صناعة التحلية ونقل المياه، بعدما تمكنت المؤسسة من التغلب على التحديات المتوقعة والاستثنائية التي واجهت تنفيذ المشروع، والمتمثلة في وعورة تضاريس جبال السروات وتداعيات جائحة كورونا، ونجحت في إنجازه قبل موعده المُحدد بأربعة أشهر رغم ظروف الاجراءات الاحترازية والعمل عن بعد خلال فترات الحظر، باعتمادها الخطط والحلول البديلة والإدارة الذكية للأزمات الطارئة، بما يضمن استمرار العمل بكفاءة عالية. وتطلب لإنجاز هذا المشروع، الذي تبلغ سعته التصميمية 176 الف متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، حفر نفق خدمات عملاق اخترق سلسلة من التضاريس الوعرة في جبال الهدا، يمتد من أسفل جبل الكر وصولاً إلى الطريق الدائري في الطائف بطول 12.5 كيلو متر وقُطر 8.4 متر، تتخلله أنابيب المياه، واستخدم لإنجازه آلة حفر عملاقة طولها 160 متر تمكنت من إنهاء أعمال حفر النفق بسرعة قياسية بلغت ذروتها 60.3 متر في اليوم، وتعد من أسرع آلات حفر الأنفاق من نوعها في العالم. ويتكون نظام نقل مياه عرفات-الطائف، علاوة على النفق، من محطة ضخ رئيسية (PS2E) في عرفات، تحتوي على 4 وحدات ضخ، ومحطة ضخ رئيسية أخرى (PS3E) على بعد 29 كلم من المحطة السابقة ، تتضمن 4 وحدات ضخ، وخط أنابيب قطر 60 بوصة بطول 44.5 كلم. وتواصل "التحلية" المضي قدماً في تنفيذ مشاريعها العملاقة، للمساهمة في تعزيز أمن المملكة المائي وتعضيد البنية التحتية لقطاع المياه ومواكبة رؤية 2030، انطلاقاً من توجيهات ودعم حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – لما يحقق مزيد من الرفاهية للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة.