أحدثت الوثائق التي كشف عنها صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز عبر الموقع الإلكتروني الذي أطلقه سموه يوم أمس الخميس "رأي بندر"، والتي تعنى في مجملها بالقضية الأولى للمملكة والأمتين العربية والإسلامية، وهي قضية فلسطين، أصداءً مدوية جسدت بجلاء وب"البرهان القاطع والشواهد والبراهين" حجم الجهود والعطاء المتدفق للمملكة منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين وحتى يومنا هذا، كما يثبت ويكشف عن - ثبات رأي ومنهج عمل - لدى كافة قادة هذا الوطن العظيم، فلم يحد أي من ملوك المملكة عن ذات الخط الذي خطه والدهم الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، فقدموا كل غال ونفيس، وضحى أبناء المملكة من ضباط وجنود بأرواحهم للدفاع عن فلسطين بذات القدر والبسالة والإيمان في دفاعهم عن وطنهم المملكة. وعرض صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان جملة من الوثائق المهمة، ومنها وثيقة افتتاح الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- باب التبرعات للشهداء السعوديين في حرب فلسطين حيث تبرع حينها بمبلغ 30 ألف ريال لتوزع على أسر شهداء الجيش السعودي الذين استشهدوا في فلسطين، وفتح هذا التبرع حملة التبرعات من قبل المواطنين، ونشرت الوثيقة 35 اسماً من أسماء المتبرعين من أصحاب السمو ومن رجال الأعمال والمواطنين. وفي تصريح ل"الرياض" أوضح الكاتب محمد بن ناصر الأسمري، القيادة السعودية بقيادة الملك سعود بن عبدالعزيز أطلقت نداء أسمته نداء الشهامة خصص لجمع المال "رغم قلة الموارد حينها" من كافة مناطق المملكة للفلسطينيين المجاهدين، مشدداً على أن المملكة طوال تاريخها اهتمت اهتماماً كبيراً في نصرة المظلوم من العرب والمسلمين في كل مكان، مشيراً إلى أن عدد شهداء الجيش السعودي الذين سقطوا في حرب فلسطين العام 1948م بلغو 38 شهيداً من ضباط وضباط صف وجنود. وأكد الأسمري أن مشاركة المملكة في الدفاع عن الدول العربية كانت انطلاقاً من الإيمان بشهامة الإنسان السعودي ونصرته لأخيه العربي حينما يتعرض للاعتداء، وكانت مشاركة الجيش السعودي في الدفاع عن فلسطين سمة اتسمت بها القيادة السياسة السعودية، ففي العام 1948م أمر الملك بإرسال قوات سعودية لفلسطين بحراً وجواً من جدة إلى مصر ومنها إلى غزة، واشتركت في معارك جنباً إلى جنب مع القوات المصرية ضد القوات الإسرائيلية، وحققت القوات السعودية حينها ورغم حداثة التدريب أعمالا عظيمة وسطرت بسالة وشجاعة وإقداما كبيرا، وتمكنوا من الانتصار في أكثر من موقع إلى جانب القوات المصرية وسقط شهداء ضباط وضباط صف وجنود وكان قوام القوات آنذاك 3200 عسكري، وهكذا استمرت السجلات حتى حصلت الهدنة العام 1949م بقيت القوات السعودية في معسكر مصر ثم عادت للمملكة، وفي العام 1967 م أرسلت القيادة السعودية نحو 6000 جندي وضابط إلى الحدود الأردنيةالفلسطينية للدفاع عن الأردن ضد العدوان الإسرائيلي وبقيت هناك مدة 10 سنوات، وفي العام 1973م أرسلت القيادة السعودية قوات مكونة من 6000 جندي وضابط للدفاع عن سورية وتمركزت في موقعين بدمشق وهضبة الجولان وسجلوا بطولات. ولفت الأسمري النظر إلى أن الدفاع عن فلسطين لم يكن عبر الجنود النظاميين وحسب وإنما سالت كذلك دماء الشهداء من المتطوعين السعوديين في جُل مدن فلسطين، كما ابتلّت في المقامات نفسها بدماء الشهداء من الجيش السعودي، ولعل غور الصافي ومعركة الكرامة لا تزالان في ذاكرة ووعي الجميع ممن عاش تلك الفترة، كما كانت حاضرة عند القادة العسكريين السعوديين الأحياء منهم والذين شاركوا في تلك الأحداث.