يتصارع جماهير كرة القدم على فريقهم المفضل، كالمصارع الحر الذي لديه عزيمة قوية بالانتصار على خصمه اللدود. فتجدهم يتصارعون كالحيوانات المفترسة تنقض على فريستها بسبب تعصبهم الرياضي، الذي أصبح فيروس كل دروي لكرة القدم فيرمون بسهام شتائمهم على اللاعبين لدرجة تصل أن يجعل بعض اللاعبين يعتزلون اللعب محليا ودوليا بسبب الضغط النفسي الذي تسببه لهم جماهير كرة القدم. فتأتي الجماهير وتقول «سود الله وجهيكم»، «فضحتونا قدام العالم» والفرق الخاسرة بينها وبين نفسها تقول «الله يفكنا من شر الكورة». إنه الجنون بحد ذاته، فتتعجب من هؤلاء عندما يحول صراع كرة القدم إلى صراع شخصي، فيتهمه بعدم الولاء والإخلاص لصديقه. فعندما تلتقي بشخص ما أول سؤال يطرحه عليك «إنت تجشع مين؟» وكأن الحياة قائمة على فريق كرة القدم. إذا لم تشجع فريقه المفضل، يتهمك بالجهل والغباء محاولا من تقليل من قيمتك أمامه. أما بالنسبة إلى الحياة الزوجية فتجد معظم الأزواج منشغلين بمشاهدة التلفاز ولا يريدون من أحد مضايقتهم عند الجلوس على الكنبة، ويستمتع بأكل الطعام والمشروبات الغازية. صراخ رونالدو على الحكم أصبحت صورة متداولة بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت النكت والسخرية هي سيدة الموقف، فالجميع أصبح «يطقطق» على الدوري كونه أصبح فريسة سهلة للضحك والسخرية وهو فرصة لنسيان كل الهزائم الكادحة التي أصابت كل محبي كرة القدم. ومن المواقف الطريفة التي وقعت في كأس العالم أن في عام 2014 قام لاعب المنتخب الأرورغواي لويس سواريس بعض اللاعب الإيطالي جورجو كليني في كتفه وخسر سواريس الكثير حيث قامت الفيفا بإيقافه حوالي أربعة أشهر ولو كنت مكان كليني لكسرت أسنان سواريس لكي يتعلم لا يقوم بعض أي كائن كان. أما الفضيحة الكبرى هو ما قام به قائد المنتخب الإنجليزي بوبي مور، ففي عام 1970 ألقت الشرطة القبض عليه بتهمة سرقة سوار ذهبي من إحدى محلات كولمبيا وهي تهمة أنكرها عدة مرات ولكن رغم إنكاره إلا أن هذه التهمة رافقته طيلة مسيرته الكروية. لا تخلو المباريات من المواقف الطريفة ففي كل يوم يقع موقف طريف يجعله يتصدر الترند العالمي، فلا تخلو صورة وهي تصور ملامح وجه اللاعب العبوس بعد خسارة منتخبه كما رأينا مع محمد صلاح. وتستعمل هذه في التعبير عن مشاعره وأحاسيهم فجماهير متعصبون بشكل كبير لدرجة تجعلهم ينسون أنفسهم ويقومون بأفعال جنونية تجعلك تندهش من شدة هذا الجنون العجيب. نحن نجلس أمام الشاشة ونضع قدمين في ماء باردة، ونأكل الشورما والبرجر واللاعبون محرمون من هذه المأكولات التي تضر بلياقتهم البدنية، تحولت لعبة كرة القدم إلى أكشن من الدرجة العاشرة!.