يمكن القول إن الرياضة السعودية حققت واحداً من أهم انتصاراتها في ميادين المنظمات الرياضية الدولية بعد انتخاب الأميرة ريما بنت بندر عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية بعد غياب سعودي خلال السنوات الأخيرة عن التواجد في منظمة بحجم اللجنة الأولمبية، فهي ثالث شخصية سعودية يتم انتخابها لعضوية بعد الأمير الراحل فيصل بن فهد والأمير نواف بن فيصل. تراهن المملكة على قدرات الأميرة الدبلوماسية التي سجلت نفسها كأول سفيرة في تاريخ المملكة وهي تتسلم حقيبة السفارة السعودية في أهم دول العالم الولاياتالمتحدة، في دلالة على الثقة الكبيرة في قدرات المرأة السعودية وإمكاناتها لتحقيق أهداف المملكة على المستويات كافة. تتمتع الأميرة ريما بقدرات وحضور عالمي لافت، توجته بالتواجد في الكثير من المنظمات، علاوة على حضورها المستمر في المحافل والأحداث العالمية كمتحدثة باسم المرأة السعودية والعربية، وهي التي تتمتع بمعرفة في خفايا الرياضة استناداً على تجربتها في الإدارة النسائية لهيئة الرياضة قبل تحولها إلى وزارة. الأميرة السفيرة ليست الكفاءة السعودية الوحيدة التي تتواجد في منظمات بهذا الحجم، فأعداد السعوديين المتواجدين في المنظمات الدولية تتزايد بشكل كبير، وهذا يشكل أساسا للقوة الناعمة السعودية، ناهيك عن قوة الحضور السعودي في الكيانات الرياضية الدولية، إذ تعيش المملكة فترة ذهبية في العامين الأخيرين بجهود كبيرة من وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الذي نجح في تمكين ودعم الكفاءات السعودية، مع كل الثقة بأن هذه النجاحات تمثل البداية للمزيد من التأثير السعودي على القرارات في اللجان والمنظمات الرياضية الدولية. عانت الرياضة السعودية كثيراً في العقدين الأخيرين من قلة التواجد وتراجع الحضور والتأثير قارياً ودولياً، لكن أصبح جلياً أن ثمة مشروع سعودي لاستعادة المكانة التي تليق بالوطن يجري على قدم وساق، وبدأت ثماره بالظهور. الرهان كبير على قدرة الأميرة ريما بنت بندر على تعزيز التواجد السعودي في اللجنة الأولمبية، فضلاً عن أن نجاحها المرتقب سيبرهن على قدرات المرأة السعودية والشباب السعودي عموماً والذي يعيش فترة ذهبية من التمكين والدعم الكبير من قيادات الدولة. يمكن التأكيد على أن المملكة نهضت من جديد لتسجل حضورها المنتظر، ولتحصل على مكانتها الطبيعية والتي تليق بها بين الدول الكبيرة والمؤثرة على الأصعدة كافة، وعلى الصعيد الرياضي بشكل خاص كأحد أهم وسائل وأذرع التأثير في المشهد العالمي.