وصف عاملون في صناعة النشر المحلي المؤلفين بالمزعجين، محذرين من دخول رجال الأعمال لصناعة النشر، كاشفين عن سيطرة الكتاب المترجم على نتاج دور النشر العربي تصل 75% في بعض دور النشر. جاء ذلك في جلسة حوارية نظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» في مدينة أبها بعنوان «أشكال المعرفة وأثرها على الثقافة والفكر»، تحدث فيها مؤسس متجر وراق عي البركاتي ومدير النشر في دار مدارك إبراهيم السنان ومديرة تحرير منصة معنى سارة الراجحي وإدارتها إيمان الخطاف. واستبشر السنان بمستقبل النشر وفق إحصائيات تؤكد أن سوق الكتاب الإلكتروني عربيا لا تتجاوز 6% باعتبار الكتاب الورقي قيمة أصيلة تشبع رغبات الاقتناء، كاشفا عن توجه تقوده عدة دور نشر سعودية لاستقطاب كتاب عرب بعد تحقيقها للتفوق والصدارة في عالم النشر العربي. ووصف المؤلفين السعوديين بالمزعجيين؛ حيث يرغبون في أن تتولى دور النشر التسويق لهم ببوسترات وإعلانات ومعاملة الكتاب كسلعة، مشددا على ضرورة معرفة المؤلف بأن الكتاب هو من يسوق نفسه، ممتدحا الكاتب الأجنبي؛ حيث يعمل مع فريق من الباحثين والمحررين توفره دار النشر لإنتاج كتاب عميق المحتوى بخلاف الكاتب العربي الذي يركز على عمله الفردي، ملمحا إلى أن الكتب المترجمة عليها طلب أكثر من الكتاب العربي وبخاصة في علم النفس، موضحا أن 75% من نتاج دور النشر العربية مترجم. وكشف البركاتي عن ممارسات حولت المثقف إلى مادي، منتقدا تحول المثقف إلى تاجر بالمعرفة بعد وضعه للثقافة كرأس مال يعود له بمردود من مشاركاته، وتحول من التأثير في الآخرين إلى الحذر من صدمة المتابعين، واعتبر عقلية «تصوير السلفي» في وسائل التواصل تقوم على تعرية الذات، لتحول التعامل مع الثقافة كمنتج للسياحة المعرفية، تهتهم بالإخراج والكم دون الاهتمام بالمحتوى. وأشار البركاتي إلى أن وسائل التواصل غير صالحة للتواصل المعرفي وتشجع التشتت وقلة التركيز، مؤكداً المأساة في محاولة مشاهير التواصل الاجتماعي أن يكونوا مثقفين فتكون البلاهة تفكر في هذا الزمان. وأوضحت سارة الراجحي أن للمنصات الثقافية أهدافا وأدوارا تستهدف الناشئة للقراءة، وتقوم بكشف الإشكاليات المعرفية والبحث عن إجابات الأسئلة، مبينة أن المنصات تعمل بشكل تكاملي لا تنافسي، وتتبادل الاهتمام في البناء الثقافي والمعرفي، مؤكدة على غزارة الإنتاج العربي، ولكنه يظهر استعانة بعض الكتاب العرب بنظرات ومعلومات غربية.