منذ أكثر من 33 عاماً، وقفت قاعدة عين الأسد "القادسية سابقاً" أكبر قواعد العراق الجوية في الأنبار مستعصية أمام الصواريخ الإيرانية، فمنذ الحرب العراقية - الإيرانية تتعرض القاعدة للصواريخ حتى سقوط بغداد 2003م ولم تنحن، لتستلم بعد ذلك القوات الأميركية القاعدة التي أنشأت العام 1980، وأعادت الصواريخ الإيرانية التي أطلقت مؤخراً على القاعدة ذكريات الحرب العراقية - الإيرانية، لتواصل القاعدة بذلك كشف زيف الضربات الإيرانية كونها مجرد ضربات لحفظ ماء وجه إيران عقب هلاك "قاسم سليماني" بغارة أميركية. وتساقطت الصواريخ دون وقوع أي إصابات بشرية وخلفت أضراراً لا تذكر وفقاً للتصريحات الأميركية والعراقية، لتؤكد أن الهجوم الهزيل يكشف ضعف القدرات العسكرية الإيرانية، وزيف الهالات الإعلامية التي أطلقها المرشد الأعلى الإيراني ومسؤولي نظامه المتهالك حول ردهم عن هلاك سليماني. وحول ذلك قال مصدر عسكري مسؤول في الأنبار تحتفظ "الرياض" باسمه حرصاً على سلامته: "الضربة الإيرانية لقاعدة عين الأسد سطحية وللاستهلاك الداخلي من أجل كسب تأييد شعبي في إيران". وأكد أنه وبحسب ما وقف عليه بعد الضربة أن قسماً من الصواريخ التي سقطت خارج القاعدة في منطقة حيطان كانت عبارة عن أنابيب حديدية ولا تملك قوة تفجيرية. وأضاف: الإيرانيون حالياً يستغلون كافة المكونات في العراق لسيطرتهم على القرار العراقي من أجل الحد من الاحتجاجات في الشارع العراقي، وأنهم قادرون على طرد أميركا من العراق لمواصلة بسط نفوذهم من خلال الميليشيات المنتشرة في كافة المناطق العراقية، فحكومة نظام ولاية الفقيه منذ سقوط نظام صدام حسين تدعم مكوناً واحداً يحمل الجنسية الإيرانية وبأصول عراقية ضد كافة المكونات العراقية الأخرى، ولم تكتف بذلك فقط، فقد نشرت الطائفية بين العراقيين، وقتلت أي معارض لسياستها، ودمرت المكون السني حتى أصبح من أكبر المكونات النازحة بسبب إرهاب إيران وذراعها تنظيم داعش الإرهابي، وكل هذا من أجل أن تتمكن من السيطرة على القرار العراقي، إلا أنها عاجزة حالياً، فالشارع العراقي اليوم منتفض ضد إيران وميليشياتها. وكان المجتمع الدولي قد دعا للوقوف بوجه إيران وإجبارها على الابتعاد عن تدخلها في الشأن العراقي، وانتهاكها المستمر للسيادة العراقية وزجها بمشكلاتها، والتي تسببت بتدهور العراق والشعب العراقي منذ أكثر من 15 عاماً. بدوره، أوضح الباحث في برنامج الدراسات العسكرية بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "افايب" في القاهرة محمد الكناني أنه تبين من خلال تلك العملية عدم سقوط قتلى فقط بعض الخسائر الثانوية التي لا تذكر. وأضاف: العملية مجرد ضربات لحفظ ماء الوجه، والمفترض والطبيعي أن يتم رصد منصات إطلاق تلك الصواريخ وضربها بالطيران أو الصواريخ الجوالة، ولكن يؤخذ في الاعتبار أن تكون قد انطلقت من منصات متحركة وسيتم إبعادها عن مواقع الإطلاق بعد التنفيذ فورًا، فإيران لا تحتاج لصواريخ مداها أكثر من 350 - 500 كم بحد أقصى لتصل لقاعدتي أربيل والأنبار التي تم استهدافهما، أي أن الصواريخ المستخدمة في القصف صواريخ باليستية تكتيكية يبدأ مداها من 50 كم ويصل إلى 500 كم، وتدخل تحت تصنيف الصواريخ الباليستية قصيرة المدى. وقال الكناني: "من خلال متابعة الأحداث فقد بدأت الضربات الساعة الثانية فجراً، وكان المسؤولون العراقيون قد قالوا: إنه تم إبلاغهم من الجانب الإيراني بالضربات منتصف الليل، وأن الرد على مصرع قاسم سليماني قد بدأ أو سيبدأ، ولكن السؤال هنا هل كانت مدة الساعتين فقط كافية لإخلاء القاعدة بالطبع لا، والأميركان قالوا: إن جنودهم ظلوا بداخلها، وهذا يعني أن هناك تحصينات قوية بما يكفي، بالإضافة إلى أنهم واثقون من أن إيران لن توجه ضربات مباشرة لهم، فضلاً عن أن دقة الصواريخ الإيرانية ضعيفة للغاية بمعني أنها تصل إلى 500 متر بعيدًا عن نقطة الهدف، وأن الأميركان أنفسهم يتابعون كل التحركات الإيرانية العسكرية على مدار اليومين الماضيين سواء من خلال الأقمار الاصطناعية أو من خلال المعلومات الاستخبارية أو الاستطلاعية".