في إصداره الأخير (شرح مأثورات راشد الخلاوي الفلكية)، الصادر عن دار الثلوثية، يعود الباحث القدير الأستاذ خالد بن عبد الله العجاجي للتحليق في فلك المواضيع التي تهدف «لتقريب المفاهيم الفلكية الشعبية في وسط الجزيرة العربية»، فبعد كتابه الأول (شرح قصيدة محمد العبد الله القاضي في الأنواء والنجوم) يلتفت مرّة أخرى إلى موضوع الفلك شارحاً نماذجه في إنتاج الشاعر الكبير راشد الخلاوي، الشاعر الذي يعد أشهر الشعراء الشعبيين الذين اهتموا بموضوع الفلك، وكان ديوانه وما زال بيئة خصبة يجد فيها الباحثون ضالتهم. استهل العجاجي كتابه، الذي يقع في 341 صفحة، بمقدمة قصيرة بيّن فيها منهجه وأسلوبه في الشرح معترفاً باستطراده في إيراد الشواهد الخارجة عن إطار الفلك، ومشيراً إلى أن «أسلوب الخلاوي في شعره عن النجوم» هو ما فرض ذلك الاستطراد، وأضاف أن في ذلك الأسلوب فائدة في منح القارئ مزيداً من المتعة والإثراء. ثم تلا المقدمة كلمة شكر وجهها الباحث للعديد من الرواد والباحثين الذين استفاد منهم في شرحه استفادة مباشرة أو استفاد من مؤلفاتهم. وقبل عرض مادة الكتاب مهّد بتعريف موجز بالخلاوي. ومن الأبواب التي تضمّنها كتاب شرح مأثورات الخلاوي الفلكية: «دالية الخلاوي، رائية الخلاوي، بائية الخلاوي، الخلاوي ونوء السماك، الخلاوي ونوء الثريا، الخلاوي والميزان والدلو، الخلاوي والموافقات الفلكية، الخلاوي والاستدلال بالنجوم، تقويم الخلاوي الفلكي». وكما تعوّد القراء من باحث جاد كالعجاجي فقد تميّز الكتاب بثرائه بالمعلومات والصور والشواهد الشعرية والنثرية، وجاءت جميع صفحاته مؤكدةً على حجم الجهد المبذول والجدير بالقراءة والتقدير والإعجاب.