سجل القائمون على الرياضة الفلسطينية نجاحًا كبيرًا بقرارهم الصائب باختيار المنتخب السعودي ليقص شريط العودة مجددًا إلى الملاعب الرياضية الفلسطينية بعد غياب طويل بسبب ظروف الاحتلال. ونظير ما يمتلكه المنتخب السعودي من شهرة واسعة ومتابعة جماهيرية في الأقاليم العربي والآسيوي وحتى العالمي، كان الحدث الرياضي مرتقبًا ومتابعًا وحظي بكثير من الأصداء الواسعة. الزيارة التاريخية التي قام بها «الأخضر» السعودي إلى رام الله حظيت باهتمام واسع من وسائل الإعلام الرياضية بكل جنسياتها، كون أحد أهم أركان القارة الصفراء في اللعبة صاحبة الشعبية الأولى يوجد على الأراضي الفلسطينية، فهذا أعطى كثيرا من الزخم والاهتمام. ولأن «الصقور الخضر» يمثلون المملكة العربية السعودية، فقد حظيت بعثتهم بكثير من الاهتمام من الجانب الفلسطيني، الذي استنفر على أعلى نطاق، ورأينا استقبال رئيس فلسطين محمود عباس لبعثة المنتخب والالتقاء بأفراد البعثة كافة، إضافة إلى المتابعة الدقيقة من وزارة الرياضة الفلسطينية. علاوة على كل ذلك، المباراة نجحت تسويقيًا في جذب الجماهير الفلسطينية التي تناست جراحها الطويلة، وزحفت بأعداد كبيرة لمتابعة المواجهة التاريخية الكبيرة بين المنتخبين السعودي والفلسطيني، التي شهدت امتلاء مدرجات الملعب يومها عن بكرة أبيها، ووجدت أعداد كبيرة خارج الملعب لم تستطع الحضور، وأفصح رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، أن حجم الضغط الجماهيري كان كبيرا، حيث كان عدد طلب التذاكر من قبل الجماهير يوازي أربعة أضعاف الطاقة الاستعابية لمدرجات الاستاد. هذا القرار الصائب من صناع القرار بالكرة الفلسطينية أعاد إلى الأذهان تلك المباراة التاريخية التي أقيمت بين المنتخب السعودي ونظيره العراقي في مدينة البصرةالعراقية عام 2018م، وهي التي جاءت بعد انقطاع المنتخبات عن اللعب في العراق لمدة 40 عاما، وحظيت تلك المواجهة بحضور جماهيري كبير وتاريخي امتلأت به مدرجات الاستاد، وكانت أفضل تسويق ورسالة للعالم أن العراق باتت جاهزة لاستضافة المناسبات الرياضية مجددًا، وهي الرسالة ذاتها التي بعث بها الفلسطينيون إلى العالم. اختيار المنتخب السعودي من قبل الدولتين كان خيارًا صائبًا ودرسًا تسويقيًا لما تمتلكه المملكة العربية السعودية من احترام وحب واسع على النطاقين العربي والآسيوي. جانب من مواجهة السعودية وفلسطين التي أقيمت في رام الله