ليست المرة الأولى التي يختار فيها الهلاليون اسماً صاعداً لقيادة الفريق الكبير مقابل التخلي عن فكرة الارتباط بمدرب يحمل اسماً كبيراً، فالروماني رازفان لوشيسكو ليس ببعيد عن ابن جلدته كوزمين أولاريو الذي جاء وقاد "الزعيم" لنتائج مميزة صنعت منه اسماً كبيراً في العالم العربي وفي بلاده. الرهان على المدرب الجديد يأتي بناء على عمله ونتائجه اللافتة في الموسمين الأخيرين بعدما مرت بداياته التدريبية بتقلب ما بين نجاح وفشل، لكنه في الأخير استطاع تحقيق منجزات كبيرة في الدوري اليوناني بتحقيقه لقب الدوري بلا خسارة مع فريق باوك الذي انتزع اللقب أمام قطبي البطولة بانثينايكوس وأولمبياكوس وبعد غياب عن تحقيق البطولات لأكثر من ثلاثة عقود. لكن السؤال المهم هو أن الرهان على لوشيسكو هذه المرة مختلف، فهو لن يقود فريقاً مثل باوك يريد أن يأتي من الخلف ويصعد المنصات، بل سيقود فريقاً لا يرضى محبوه بالنزول منها ولو لمرة واحدة، وكيف سيكون تعامل الرجل مع التحديات المحلية والخارجية، وما هي فلسفته التدريبية، وقبل ذلك كيف وقع اختيار الهلاليين عليه. كل هذه الأمور ستتضح بعد مرور فترة كافية من الموسم الجديد، لكن الأهم أن هذا الملف حُسم بالنسبة لأنصار "الزعيم" فيما يبقى ملف النجم الإماراتي عمر عبدالرحمن معلقاً ومرتبطاً بقرار المخاطرة بالإبقاء عليه وانتظار تعافيه تماماً أو التخلي عن واحد من أمهر اللاعبين الذين يمكن أن يكونوا أداة تصنع الفارق في أي استحقاق يخوضه الهلال. أظن أن لاعباً بقيمة "عموري" يستحق أن يبقى وأن قيمته الفنية تستدعي الانتظار والتريث وتقبّل مسألة غيابه في الشهر الأول من الموسم، طالما أن ذلك سيضمن جهوزية طبية وبدنية تضع في نفس الخانة مع زملائه في الفريق. من الصعب جداً الرهان على قدرات أي لاعب بنفس المواصفات والتأثير حتى وإن انتدب صناع القرار في البيت "الأزرق" لاعباً بقيمة فنية وكبيرة عالية، كون نجاحه لن يكون مضموناً، وسيحتاج لفترة من الانسجام. سيكون قرار الإبقاء على عموري من عدمه، ونتيجة هذا القرار أولى أدوات تقييم المدرب الروماني الشاب وقدرته على التكيف مع التخلي عن خانة عنصر أجنبي ولو مؤقتاً، لكن قرار عدم التجديد مع صانع الألعاب النحيل سيصنع المزيد من الغضب في حال لم يكن البديل بنفس القيمة، وهو ما يجب على إدارة فهد بن نافل التنبه له جيداً.