لم يكن أكثر الشبابيين تشاؤماً يتوقع أن يخرج «الليث» خاسراً بالأربعة أمام الأهلي قياساً على مستوياتهما في الفترة الأخيرة، فالنتيجة كانت بمثابة «الصدمة» لأنصار الشباب، لكن في النهاية هذه هي كرة القدم، تخدم من يخدمها في الملعب، والشباب مساء الجمعة ظهر مفككاً وغلبت عليه العشوائية، وتفوق عليه «الأخضر» الذي استفاد كثيراً من وجود الحارس عبدالله السديري، فالأخير كان نقطة ضعف واضحة في التشكيلة الشبابية، ويتحمل هدفين على الأقل، وأثبت أنه ومن دون مبالغة لا يستحق أن يرتدي شعار فريق يبحث عن المنافسة. المدرب الروماني سوموديكا الذي امتدحناه كثيراً هذا الموسم، خبّص في المباراة، وسلمها للأهلاويين قبل أن تبدأ من خلال التشكيلة التي لعب بها، الغريب أننا كنا ننتقد المدرب لأنه مُصرّ على أن يلعب بخمسة مدافعين أمام جميع الفرق، سواء القوية أو حتى تلك التي تصارع من أجل البقاء، وعندما غاب الحارس فاروق بن مصطفى للإصابة وحضر السديري أصر المدرب على أن يلعب بأربعة مدافعين، وقدّم العنصر الأفضل في الدفاع بالعمري للعب في خانة المحور، في وقت كان يفترض أن يلعب بطريقة دفاعية في ظل قوة هجوم الأهلي لاسيما وأن الحراسة الشبابية تحولت من مصدر قوة وأمان ل»نقطة ضعف». أحياناً مثل هذه الخسائر تكون «إيجابية» على المدى البعيد، خصوصاً في وجود إدارة يقودها رئيس بحجم وعقلية خالد البلطان، فهو أولاً وأخيراً قادر على لملمة الأوراق، وتسخير ما حدث من أجل مصلحة النادي، وظهر ذلك جلياً في حديثه الإعلامي بعد الخسارة؛ لأنه آمن فعلاً بأن «الليث» يحتاج إلى تدعيم بلاعبين مميزين في أكثر من خانة، حتى يصبح منافساً بشكل أكبر في المواسم المقبلة. البلطان قادر على تقديم فريق يملأ عين الشبابيين، والتاريخ ينصفه في هذه النقطة، كذلك لغة الأرقام لا تكذب ولا تجامل، وتنصف الرجل وعمله الكبير، فالأرقام تقول: إن هذا الموسم هو الأفضل للشباب من الخمسة مواسم الماضية، فأقصى عدد من النقاط وصل له بعد 26 جولة هو 40 نقطة وكان في موسم 2014م، أما اليوم فالشباب لديه 47 نقطة، كذلك ترتيب الفريق خلال المواسم الخمسة الماضية كان بين الخامس والسادس والعاشر، باستثناء موسم 2014م فجاء رابعاً، بينما يحتل اليوم المركز الثالث، ومن بعد موسم 2012 لم ينتصر في أكثر من 11 مباراة، بينما حقق حتى الآن 13 انتصاراً، وغيرها من الأرقام التي تشهد على نجاح الموسم الشبابي والإدارة الحالية التي حضرت متأخرة ولم تعد الفريق للموسم. عموماً، الشباب خسر جولة لكن رحلة بحثه عن المقعد الآسيوي لم تنتهِ بعد، وأمامه أربع مباريات قوية ومصيرية، والمهمة الشبابية صعبة؛ لأنه سيواجه فريقين يصارعان من أجل البقاء، وثالثاً ينافسه على المقعد، وآخر المباريات مع أحد المنافسين على لقب الدوري.