لا تزال العلاقة بين الأندية الرياضية والشركات والمؤسسات الاستثمارية دون المأمول والمعمول به في الدول المتقدمة كروياً والتي تمتلك استثمارات ضخمة في أنديتها تدر عليها أرقاماً فلكيةً جعلتها في مقدمة أندية العالم. حتى في بعض دول العالم الأقل منا كروياً تفوقت أنديتها وشركاتها على مستوى الاستثمار الرياضي، ولنا في الصين أصدق وأفضل مثال، هناك الشركات تتنافس وتتسابق على الاستثمار الرياضي وتجني من خلفه أموالاً طائلة رغم أن المنتخب الصيني والأندية الصينية لا تعتبر من البارزة كروياً على المستوى العالمي أو حتى القاري. وعلى الرغم من أن الاستثمار الرياضي من الاستثمارات ذات العوائد المالية الكبيرة إلا أن أنديتنا لم تنجح حتى اليوم في جذب الرعاة إلا بعض الأندية التي نجحت فيها العلاقات الشخصية في جلب رعاة مميزين وليس التسويق الرياضي الاحترافي هو الرابط بينهما. على الجانب الآخر لازالت الشركات الكبرى تبدي تخوفاً كبيراً من الدخول إلى عالم الاستثمار الرياضي لعدم ثقتها بإدارات الأندية ولعلمها بعشوائية العمل في الأندية التي لا تزال بعيدة عن العمل المؤسساتي المنظم والذي يتم فيه ضبط مصاريف وإيرادات النادي ودراسة كيفية التعامل مع الديون. أمام الأندية والشركات على حد سواء اليوم فرصة تاريخية لعقد شراكات ناجحة وطويلة المدى خاصة بعد المكرمة الكريمة من لدن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بتسديد ديون الأندية وتسويتها إذ باتت الأندية خالية من الديون وبإمكان الشركات الكبرى التي ستضع ثقلاً استثمارياً كبيراً أن تقود هي عملية التغيير داخل الأندية وتبني النظام المؤسساتي الذي ترغب به بمباركة الهيئة العامة للرياضة، التي تدعم وتحفز الأندية على الاتجاه نحو الجانب الاستثماري الذي سيكون العمود الفقري لتحول الأندية إلى نظام التخصيص. تمتلك بعض البنوك السعودية تجارب استثمارية رياضية في أندية عالمية ولها باع طويل في التعامل مع هذا الملف، لذلك بإمكانها الدخول إلى سوق الاستثمار الرياضي السعودي مستندة على خبراتها الطويلة، وما يزيد فرص نجاحها وجود شباب سعودي طموح يعشق العمل في الأندية الرياضية ويحمل في الوقت ذاته المؤهلات والكفاءة لمساعدة الطرفين في نجاح الشراكات الرياضية الاستثمارية. كل ما تحتاجه الأندية القليل من الجهد التنظيمي الإداري الداخلي مع توظيف شباب متخصصين وأكفاء في هذا الجانب، وبعض الشجاعة والدعم من كبار قادة السوق السعودي استثمارياً ليرى هذا المشروع الضخم النور في القريب العاجل. الاستثمار الرياضي سيطور رياضتنا كثيراً والاستقرار المالي الذي ستقود به الشركات الأندية سيجعل فرص تطورها ونجاحها أكبر، وسنرى اللاعبين الأجانب الكبار في كل موسم في أنديتنا وسنعود مجدداً للتفوق على مستوى القارة الصفراء خاصة بعد سيطرة أندية الشرق على البطولات القارية التي كانت أنديتنا هي من تتسابق على تحقيقها، وسنرى تطوراً كبيراً وملحوظاً يعود على العناصر المحلية ومن قبلها منتخبنا. Your browser does not support the video tag.