تمثل العلاقات السعودية الباكستانية واحدة من أهم الشراكات الاستراتيجية بين دول العالم الإسلامي، فخصوصيتها التاريخية بدأت منذ استقلال باكستان واستمرت على ذات الوتيرة حتى يومنا هذا حتى أصبحت أنموذجاً لما يجب أن تكون عليه الشراكات وما تقوم عليه العلاقات من أسس راسخة. من هذا المنطلق تأتي زيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى المملكة في أولى زياراته الخارجية بعد توليه رئاسة الوزراء في يوليو الماضي، وهي الزيارة التي تمثل تأكيداً على حرص إسلام آباد على علاقات متينة مع الرياض. اللقاءان اللذان جمعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الجديد للحكومة الباكستانية يمثلان دفعة قوية لمسيرة العلاقات الثنائية من جانب، وفرصة لبحث آفاق جديدة لتنمية وتعزيز التعاون السعودي الباكستاني في مختلف المجالات. عمران خان أكد نهجاً ثابتاً في السياسة الباكستانية الخارجية عندما استبق زيارته بالتأكيد على أهمية علاقات باكستان مع المملكة وحرص بلاده على تعميقها، كما جدد تأكيده على أن إسلام آباد حريصة على الوقوف دوماً إلى جانب المملكة. المملكة وعلى مدى عقود طويلة مثلت بالنسبة للعالم الإسلامي صمام الأمان، وهو ما فرض عليها مسؤوليات مضاعفة انطلاقاً من مكانتها كقلب يجمع أبناء الأمة ويناصر قضاياها ويجمع شتاتها ويوحد كلمتها في مواجهة التحديات التي تحيط بها من كل جانب. هذا الواقع خلق للمملكة العربية السعودية مكانة عالمية رائدة لا يمكن اقتصار مسوغاتها على الجانب الاقتصادي فحسب بل جاء لتعدد عوامل القوة والسياسة الحكيمة التي تتبعها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وهو ما جعلها في موقع فاعل لا يمكن تجاوزه خاصة في كل ما يتعلق بشؤون المسلمين في جميع أنحاء العالم. هذه الريادة السعودية شكلت للدول الإسلامية مصدر قوة ودعم.. فكما أن الأمة تعيش في قلب القيادة السعودية، فإن المملكة تحتل مكانة رفيعة في قلوب المسلمين في جميع أنحاء الأرض، وهذه الروابط المتينة تستمد قوتها من أساس واحد هو شعور الأمة أن من أولى أولويات حكومة وشعب المملكة خدمة الإسلام والمسلمين والوقوف معهم في مختلف الأحوال والظروف. Your browser does not support the video tag.