مع تصاعد عمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام بشار الأسد من خلال مجازر الغوطة الشرقية والتي أدت وفق تقديرات أولية إلى استشهاد 250 مدنياً، وإصابة المئات خلال يومين فقط لم يعد من المقبول أو المعقول خروج أي طرف يدافع عن قاتل لم يجد وسيلة للحوار مع مواطنيه سوى إمطارهم بالبراميل المتفجرة وفتح نيران مدفعيته لتبيدهم إرضاءً لجنون العظمة الذي أصيب به فلم يعد قادراً على العيش دون رؤية مشاهد الموت أو التنفس بعيداً عن رائحة الدماء. صرخات الإدانة والشجب لمجازر الديكتاتور وحلفائه والتي خرجت من معظم عواصم العالم حذرت من كارثة إنسانية خرجت عن السيطرة ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لتضميد جراح الشعب السوري وإجلاء الناجين من الركام، وكأن هذا الشعب قد كُتب عليه مواجهة البراميل المتفجرة والصواريخ الثقيلة وقذائف الهاون في جولات متعاقبة تفصل بين كل منها هدنة. تبرير جرائم نظام الأسد جريمة في حد ذاته وفي ذات السياق يمكن القول إن الصمت الدولي تجاهها جريمة في حق الإنسانية، والأزمة السورية التي تمثل جرحاً غائراً في الضمير العالمي يجب أن يكون علاجها فاعلاً بعيداً عن المسكنات التي يقدمها بين الحين والآخر طرف من الشرق وآخر من الغرب. الحل السياسي وفق المبادئ المتفق عليها والمتمثلة في إعلان (جنيف1) وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 هما الوسيلة الوحيدة لإنهاء معاناة الشعب السوري، وهو ما يجب أن تعمل جميع القوى الدولية على تفعيله خاصة وأن النظام الدموي يصر على زيادة أرقام ضحاياه وتوسيع دوائر جرائمه. مسارات التسوية السياسية متاحة وبوابة الخروج من الأزمة مفتوحة وكل ما هو مطلوب وقفة دولية جادة وحازمة في وجه الطاغية.. فعامل الوقت ليس في مصلحة الشعب السوري ولا الدولة السورية التي حولها جنون الأسد إلى ساحة غارقة بدماء المدنيين وأكوام من الجثث التي لم تجد حتى من يواريها الثرى. Your browser does not support the video tag.