أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي أن انكسار المشروع الإيراني في اليمن سيضمن إفشال مشروعها في المنطقة برمتها والعكس صحيح لأن نجاح المشروع الإيراني في اليمن سينقل ذلك المشروع إلى طور جديد ومرحلة جديدة ودائرة صراع جديدة، مشدداً على أن معركة اليمن هي معركة كل العرب، والشعب اليمني مستعد للتضحية. وقال المخلافي في مداخلته التي قدمها على هامش حوار المنامة (قيمة الأمن الإقليمي حول آفاق حل الصراع في اليمن): إن المشهد في اليمن سيختلف سياسياً وعسكرياً عقب اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فعلى المستوى السياسي رُفع الغطاء السياسي الذي كان يوفره حزب المؤتمر الشعبي العام للحوثيين، مشيراً إلى أنه بعد فرض الحوثيين سيطرتهم الكاملة على صنعاء وإنهاء أي دور فاعل لحزب المؤتمر الذي سيحولوه إلى مجرد واجهة شكلية، سيصبح أمام الحكومة الشرعية والمجتمع الإقليمي والدولي التعامل فقط مع جماعة طائفية مرتبطة بإيران. أما على المستوى العسكري، أوضح أن القرار أصبح متمركزاً بشكل مطلق بيد الحوثيين وقد شرعت المليشيا بإعادة ترتيب وضع الوحدات العسكرية الموالية لصالح وستزداد وتيرة التنكيل بالمعارضين والمقاومين في الداخل وستصبح كافة القدرات العسكرية التي بيدهم جزءاً لا يتجزأ من التشكيلات العسكرية الإيرانية والمليشيا الطائفية التابعة لها في المنطقة، وبهذا المعنى فإن العمليات العسكرية التي تخوضها مليشيا الحوثي في اليمن بالنسبة لإيران تعتبر جزءاً من نسق العمليات العسكرية التي تديرها في الدول العربية الأخرى. وأردف المخلافي أن الهدف المرحلي لإيران والموكل للحوثيين تنفيذه هو إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى حرب استنزاف للجيش الوطني والقوى الوطنية المناهضة للمشروع الإيراني وللتحالف العربي، مؤكداً أن إيران ستستمر بتهريب السلاح لمليشيا الحوثي ومدها بالخبرات والتكنولوجيا، وستستمر المليشيا برفض أي مبادرات للسلام تأخذ بعين الاعتبار الأسس الموضوعية لتحقيق سلام حقيقي، وإن قبلت الحوار أو التفاوض في مرحلة ما من مراحل هذا الصراع فسيكون ذلك نتيجة لتطورات عسكرية معينة وتقدم نوعي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الأرض وستكون تلك المفاوضات عبثية الغرض منها كسب الوقت. من جهة أخرى، قالت وزارة حقوق الإنسان اليمنية: إن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها مليشيا الحوثي جرائم لا تسقط بالتقادم وسيأتي اليوم الذي يقدم فيه مرتكبو تلك الانتهاكات إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. ودعا الوزارة بمناسبة الذكرى التاسعة والستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، المنظمات الدولية والمحلية العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى توثيق ورصد جرائم التي ترتكبها المليشيا المدعومة من إيران منذ بدء الانقلاب وحتى اللحظة خاصة في العاصمة صنعاء. وفي ذات الصدد، أكد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أن الشعب اليمني يعاني في ظل صمت مطبق من المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، من انتهاكات متزايدة وقمع ممنهج ترتكبها المليشيا الحوثية، لافتاً إلى أن المدنيين الأبرياء في اليمن يعانون من القتل المتعمد خارج نطاق القانون، والإخفاء القسري، والاحتجاز التعسفي، والتهجير، وقمع الاحتجاجات السلمية، والتعذيب، وتقييد حرية التنقل، والحرمان من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية. ورصد التحالف اليمني في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى خلال الأسبوع المنصرم سلسلة من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الإيرانية في حق المدنيين تضمنت أعمال قتل واعتقالات بالجملة لعدد من النشطاء المدنيين والسياسيين ومداهمات وتفجير منازل وحجب الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.