نؤمن كثيراً بالجهود التي تبذلها الأندية الأدبية ونقدر لمجالس إداراتها ما يقدمونه ونشكرهم عليها، ونستاء كثيراً من الحضور المتدني لفعاليتها وندواتها وأنشطتها، وندعو باستمرار إلى إجراء دراسات واستفتاءات واستبيانات توضح لنا بعد تحليلها أسباب العزوف وضعف التفاعل من المجتمع عامة ومن الأدباء على وجه الخصوص، حتى تعالج أو يصار إلى التغلب عليها مرحلياً لنجد فيما بعد تفاعلاً مهنياً وحضوراً مجتمعياً يثري الحركة الأدبية والثقافية للأندية مع ضرورة تدخل الهيئة الثقافية منتظرين ماذا ستقدمه من عون معنوي ودعم مالي يعين ويمكن الأندية من إحداث نهضة أدبية توازي العدد الهائل من الأدباء والمثقفين والمفكرين والشعراء والمؤرخين وأصحاب القلم وأهل الهواية وكتاب القصة والرواية وحملة الموروث والتراث. وهنا نقول بصدق: أين دور الأندية الأدبية من دعم الحراك الأدبي في المجتمع ومساندته وإبرازه وتدوينه ومتابعته ونشره والتعريف به، ولعلي أقدم رؤية خاصة للاستفادة من هذا الحراك المجتمعي المهم، كذلك لعل الأندية الأدبية تعيد قراءة المشهد من جديد وتعدل إستراتيجيتها وعدم انتظار الأديب أو المثقف أو حتى الهاوي والمستمع حتى يأتيها ويبحث عن برامجها، وعليها أن تكون حيث وجد كي تستطيع أن تدعوه حيث تريد لأن هناك بُعداً واضحاً وانفصالاً في العلاقة أوضح وفق الإضاءات التالية: 1 - إطلاق مبادرة من النادي الأدبي في كل منطقة للراغبين في إنشاء دواوين أدبية أن يتقدموا لأخذ ترخيص من النادي وفق إجراءات تنظيمية بسيطة وغير معقدة. 2 - بناء تطبيق إلكتروني على أجهزة الجوال يمكن من خلاله معرفة الضيف في كل ديوان أسري وموضوع الندوة والمحاضرة والأمسية والوقت وخريطة الموقع. 3 - تصميم قاعدة بيانات تضم الفاعلين من الأدباء والكتاب والشعراء وأصحاب التجارب التنويرية المختلفة والذين يرغبون في زكاة علمهم وتقديم تجربتهم. 4 - في حال عدم وجود ضيف لأحد الدواوين فإن النادي الأدبي من باب المساندة والدعم يتيح لصاحب الديوان التواصل مع المدرجين في قاعدة البيانات ودعوتهم. 5 - يتولى النادي الأدبي إصدار كتاب دوري يرصد فيه الحركة الأدبية لتلك الدواوين وبما يخدم المجتمع ويرفع من ذائقته الثقافية. 6 - إطلاق جائزة سنوية لأفضل ثلاثة دواوين أسرية وتسمية لجنة للفرز والترشيح وفق ضوابط دقيقة يتفق عليها ويعلن عنها. 7 - التشجيع على إطلاق الدواوين الأسرية النسائية وخدمتها بمثل ما تخدم به الدواوين الرجالية فالمرأة اليوم لا تقل ثقافة ولا علماً ولا حضوراً عن الرجل. 8 - إشراك القطاع الخاص لرعاية تلك الأنشطة الذي أصبح يحمل ثقافة مختلفة للمسؤولية الاجتماعية. وفي الختام؛ نؤمن جميعاً أن التقليدية لا تصنع التطور ولا نستطيع أن نواكب بها المستقبل، وكما قيل سابقاً إذا لم تتقدم فستتقادم، وهو الحال للأندية الأدبية في وطننا الكبير التي لم تفكر خارج الصندوق منذ عقود، ويكفي أن نقول إن بعض الصالونات والدواوين الأسرية أكثر تأثيراً في حركة المجتمع الأدبية من الأندية المعنية بذلك، بل إن المثقفين ينتظرون الدعوة من بعض الدواوين الأسرية ليتحدثوا فيها ويعتبروها تكريماً لهم، وفي هذا المقام والمقال لابد من تقديم شكر المجتمع للقائمين على هذه الدواوين التي أنتجت لنا في الرياض حراكاً أدبياً متنوعاً فاق ما أنتجه نادي الرياض الأدبي، وكان لأهلها مبادرات سجلتها ثقافة الرياض لهم وقدموا للحضور ابتسامة وأريحية وترحاباً وضيافة يستحقون عليها شكر المجتمع.