كل الاحترام والتقدير لكافة الزملاء الإعلاميين في لبنان باستثناء أولئك الذين خانوا أمانتهم المهنية وباعوا وطنهم قبل ذلك في سبيل حفنة من المال تتلون لأجلها مواقفهم، ومعها ما يكتبونه من عناوين وأخبار تزيد حروفها أو تنقص تبعاً لقيمة ما يدخل في جيوبهم من دولارات ملطخة بدماء شهداء الصحافة اللبنانية. هؤلاء الخونة لا يمكن أن يحملوا لقباً حمله كامل مروّة وسمير قصير وجبران تويني وغيرهم من الشرفاء الذين اشتروا بحياتهم لبنان حين باعه الآخرون لإيران والنظام السوري وعملائهم في الداخل. ليس من عادتي أن أكتب عن الواقع الإعلامي في دولة أخرى ولكن عندما تصل الأمور إلى ما يمكن تسميته بالمؤامرة فإن الواجب يدفعني للرد على كل من يحاول الإساءة للدولة الوحيدة التي وقفت مع كافة طوائف الشعب اللبناني وجنبته لسنوات الانخراط في أتون الحرب الأهلية مجدداً. من حق القارئ الكريم علينا فضح أقزام الصحافة اللبنانية الذين يتصدرون الحملة التي تستهدف المملكة خصوصاً بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، ومع أنهم معرفون وبالأسماء إلا أن ذكرهم سيدنس هذه المساحة وسيجعلنا نهبط إلى المستوى السحيق الذي امتهنوا فيه الولاء والتبعية لمن يدفع أكثر. سأكتفي بالإشارة إلى نموذج واحد وسأرمز إليه ب (ش.أ).. هذا الشين ألف يرأس تحرير إحدى الصحف اللبنانية التي خصصها للابتزاز تارة والتسول تارة أخرى بالاتساق مع الظروف السياسية والأمنية التي تعيشها بلاده ومع أنه يدرك أننا في زمن الأرشفة والتوثيق إلا أن ذلك لم يمنعه من الانحراف المتطرف في مواقفه بين مهاجمة الزعماء والسياسيين واتهامهم بالخيانة وأبشع الألفاظ ثم العودة خلال يوم وليلة ليغير مساره منهم فيمدح شجاعتهم ووطنيتهم في ذات الجريدة عندما تصبح تلك المواقف موالية لولي نعمته بشار الأسد وهذا ما حدث بالفعل حتى مع العماد ميشال عون الذي وصفه في مرحلة ما من تاريخ لبنان بالحرامي فيما يتحدث عنه الآن وكأنه الرئيس الحامي للبنان ووحدته!! في يوم ما تعرضت هذه الصحيفة ورئيس تحريرها للإفلاس المالي إلى جانب إفلاسها المهني ليظهر على صدر صفحتها الأولى وهو معاتباً الأسد ونظامه لأنهم تأخروا في دعمه: "أنا في ضيق كبير.. لقد وقعت.. أنقذني.. مدّ يد النخوة عندك إليّ وانتشلني بالنخوة التي فيك، ولا تتركني هكذا"!! هو ذاته من يتغزل بحسن نصر الله في مقالاته ويصفه بأنه قد "قل نظيره" في عصرنا الحديث ثم يمتدح تورطه في المذابح التي تتركب بحق الشعب السوري ويصفه بسيد المقاومة!! هذا نموذج واحد يمثل جوقة من الأبواق التي تحاول ابتزاز بلادنا الآن من خلال نشر الأكاذيب والأخبار الملفقة بانتظار الحصول على بعض المال الذي يتحدثون لغته جيداً وكأني أسمع الآن لغة فارسية ما بين سطور كلماتهم وفي لكنة أصواتهم. ليس لنا عداء مع من يختلف معنا في المواقف والآراء فالاختلاف سنّة الحياة كما يقال، وأنا على يقين بأن مواقف هؤلاء ستتغير عندما يدركون الحقيقة وصدق النوايا الطيبة تجاه بلادهم. لا نريد من أي صحفي في لبنان الوقوف إلى جانب المملكة أو الدفاع عنها، يكفي فقط أن ينحاز إلى وطنه بعيداً عن "التيار" و"الحزب" الضيق الذي ينتمي إليه وحينها سيجد نفسه في ذات الفريق الذي تدعمه السعودية.. الفريق الذي يريد الاستقرار والسلام للبنان لا أن يكون جزءاً مهمّشاً من الجمهورية الإيرانية (العظمى) وتحت وصاية الولي الفقيه كما يريده نصر الله.