قال الكاتب والمختص في الشأن الإيراني جمال عبيدي: إن إسقاط النظام الجمهوري الإيراني والتخلص منه بات ضرورة ملحة للإقليم بأكمله، مؤكداً على ضرورة وجود مشروع حقيقي لتحقيق هذا الغرض وإسقاط هذا النظام الثيو - فارسي. وأشار عبيدي إلى أن كثيراً من الكتب الدينية والتاريخية والتربوية المعتمدة في الفكر الشيعي هي كتب مشبعة بالفكر الفارسي القومي ومعادية لكل ما هو عربي، بالرغم من أن آل بيت الرسول محمد عرب، مشيراً إلى أن هذه الكتب التي كتبت معظمها بأقلام شعوبية فارسية وما زالت تكتب تشكل الركيزة الأساسية للفكر والمشروع الإيراني في العالم العربي، وتشرف عليها المؤسسة الدينية الفارسية التابعة للنظام. وأكد أن هذا النوع من الكتب التي تنتشر بكثرة في العالم العربي تجرد المرء من انتمائه الوطني، وتربطه لا شعورياً بالمشروع الفارسي الصفوي. كما أن النظام الإيراني ولتمرير مشروعه الفارسي يتظاهر بأنه حامي الحمي لعموم الشيعة في العالم، ويمد يد العون لكافة أبناء العرب من الطائفة الشيعية في جميع أنحاء المعمورة دون استثناء، كما لا بد من الإشارة إلى أن الهوية الحقيقية للفرد الفارسي هي شيعية صفوية بامتياز، تكرست عبر العقود المنصرمة، وتجلت أكثر في زمن رجال الدين والحكم الحالي. وفي هذا الصدد يعتقد المفكر الفارسي والمنظم البارز والقوي للنظام في طهران د. صادق زيبا كلاماً؛ أنه "للحفاظ على جغرافية إيران الحالية يجب أن نحافظ على النظام الجمهوري الإسلامي". وأضاف، ومن هذا المنطلق يمكن أن نجمل الفائدة المرجوة من إسقاط النظام الشيعي الطائفي الفارسي الإيراني، في إطار فرضيتين على الأقل، كلاهما تصب في مصلحة الداخل الإيراني والإقليم والمنطقة العربية عموماً. وأشار إلى أن النظام الطائفي في طهران هو التعبير الأكثر تطرفاً عن الحكم المتطرف في عموم الشرق الأوسط، ففي حال سقط هذا النظام سوف يسحب البساط من تحت أقدام كافة الكيانات والجماعات المتطرفة الراغبة في الوصول للحكم، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، وقد يتوقف كلياً الدعم المادي والتسليح التي تتلقاه هذه الكيانات والجماعات المتطرفة. وأكد أنه في حال سقوط النظام الإيراني ستتسلق التيارات العنصرية القومية الفارسية لسدة الحكم في إيران، وفي هذه الحالة أيضاً سوف ترتفع مطالبات الشعوب والتيارات القومية في الأقاليم غير الفارسية بحقوقها التاريخية والقومية والاجتماعية، والسياسية والاقتصادية، وسوف نشهد حراكاً سياسياً شديد الفعالية في عموم جغرافية إيران السياسية، وبما أن أكثرية السكان من غير الفرس سيفضي هذا الحراك السياسي في نهاية المطاف إلى توافق بين الأطراف على نوعية الحكم لمستقبل جغرافية إيران السياسية، أو أن تقرر الشعوب مصيرها بعيداً عن المركز الفارسي.