تقول إحدى النصائح لمن يملك المال: "إجلس في الظل ودع أموالك تعمل في الشمس". والشمس هنا تعني العمل في النهار المبصر وليس في خفايا الظلام. وهذا هو موضوع الحزم مع قطر لوقف تلك الأموال التي تعمل في الخفاء وبأيدي خفافيش الظلام ورعاة الإرهاب. الذي لم تعرفه الدوحة من قبل أن الحزم هو عنوان المرحلة، وبالتالي فلا تراجع حتى تعود الدوحة إلى الحضن الخليجي عاجلا أم اجلا. فهو المسار المنطقي والمطلب الشعبي القطري. نعم، يعرف الجميع أن لكل أزمة ضحايا وأصحاب فوائد يبيعون الفضيلة. ولو اطلعنا على حجم الأزمة الحقيقية من زاوية بريطانية فقط لكشفنا حجم الإنفاق القطري هناك الظاهر والمعلن والخفي. وبالتالي فالوجع القطري سيكون أيضا هو وجع بريطانيا. يقول توم سايكس في تقرير استقصائي "لنيوز بيست " تحت الثراء القطري وصرف الأموال هناك دور للمؤسسة البريطانية. والمؤسسة هنا أعمق بكثير من شراء متجر هارودز او رعاية سباق اسكوت للخيول. فهي كما يقول المخابرات والعرش والنخبة الحاكمة ومراكز القرار. فهو يرى ان تلك المؤسسة العميقة ضالعة في توظيف المال القطري في رعاية الإخوان وبقية جوقة الإرهاب في المنطقة وفي توظيف الإعلام والمال القطري لزعزعة أمن المنطقة ولعب دور الشوكة في الخاصرة. وهنا يرى أن لندن لن تساند ترمب في مواقفه الداعية لوقف رعاية قطر للإرهاب. فحجم الأموال القطرية في العقارات البريطانية يفوق الثلاثين مليار دولار و50 مليون جنيه إسترليني في رعاية سباق الخيول. أما الخافي فهو أعظم وأسراره لدى متقاعدي المؤسسات الأمنية والاستخبارية البريطانية الذين يتمتعون أيضا بالمال القطري في الظل. وتسعى قطر لتقويض مجلس التعاون بحجة أنه يخضع لسيطرة سعودية، وهو أمر مضحك مبكي. فالمستفيد الأول من هذا المجلس هم دول الخليج، والسعودية الشقيق الأكبر الذي يتحمل العبء الأكبر. ويلخص ديفيد اوتادي خبير في مركز ودرو ويلسون أن مشهد الملكة مع القطريين في سباق الخيل يلخص المشهد أكثر. شوكة قطر قويت في مكان آخر وعلينا العمل على اقتلاعه كما اقتلعناه من خاصرة الخليج. قواعد السياسة في الخليج تغيرت ولكن العنوان الأبرز هو "الحزم أبو العزم أبو الظفرات"، وستعيد أموال قطر لتعمل لأهل قطر في الظل و ليس رعاية الإرهابيين في الظل. كل عام و الوطن والمواطنين بخير في ظل قيادة الحزم والعزم.