في حدث ٍاستثنائي ٍيضاف لسجلات رابطة العالم الإسلامي، وللرصيد الإسلامي للمملكة العربية السعودية، حظي معالي الشيخ العيسى بأعلى وسام ٍتمنحه مملكة ماليزيا (وسام فارس الدولة) بأعلى لقب (داتو سري) وذلك لجهوده في نشر الوسطية وقيم التسامح.. تملكني الحنين وأنا أتابع ذلك الصوت الشرعي الواعي المدرك الذي طالما عكس الصورة المشرقة للقضاء الشرعي السعودي في المحافل الدولية، ودافع بقدرات غير مسبوقة، ومكنة ٍواقتدار ٍغير مجحود عن صورة المملكة الحقوقية في عيون منظمات العالم وهيئاته الحقوقية، حتى أذهل المتابعين في الداخل والخارج، وأكسب القضاء السعودي تقدماً وإنجازات ٍ أكبر بكثير من المدة القصيرة التي تحقق كل ذلك فيها. وداعي هذا الحنين في نفسي حين رأيت هذا الصوت ذاته يصدح اليوم لينافح عن قضايا إسلامية ٍعالمية ٍكبرى، في وقت ٍأحوج ما يكون فيه العالم الإسلامي إلى مثل هذا الصوت الحكيم الذي يمثّل الصورة النقية الحقيقية للإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. ذلك هو معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، الذي جاء اختياره لهذا المنصب ليمثّل بُعد نظر وحكمة ولاة الأمر في المملكة - أيدهم الله - ليكون خير سفير لعلماء بلاد الحرمين، ويضطلع بمسؤوليات ٍجسام ٍفي وقت ٍوجيز، قد يكون من أهمها وأكثرها حساسية ً الجهود التي باشر بها معاليه مهام أعماله في الرابطة، وذلك على إثر المؤتمر المنعقد في الشيشان وجمع عدداً من الشخصيات الدينية في العالم الإسلامي جاء اختيارهم، ثم ما طرح في ذلك المؤتمر من مواضيع وما انتهى إليه من توصيات ليثير زوبعة كبرى وشقاً في وحدة الصف الإسلامي، واستهجاناً كبيراً لبعض مضامين بيان هذا المؤتمر غير الموفقة، فكان من خير ما بادرت به القيادة السعودية لمواجهة كل ذلك أن انتدبت معالي الشيخ العيسى بصفته أميناً للرابطة، فالتقى بعلماء الشيشان، وحاورهم، ووقف معهم على ما أثير من انتقادات ٍ حادة لهذا المؤتمر، فكانت المفاجأة التي تلقاها العالم الإسلامي بدهشة ٍأن صدر عن رئيس وعلماء الشيشان قاطبة ً تصريحات واضحة وتأكيدات جلية لتقديرهم العالي لمكانة المملكة قيادة ًوعلماء، وأزالوا كل ما اكتنف هذه الحادثة من لبس ٍبطريقة ٍأعادت المياه إلى مجاريها، ورأبت صدعاً كبيراً كان ليستمر ويتعاظم في الصف الإسلامي بما لا يخدم إلا أعداء الإسلام والمسلمين. وهكذا استمرت الجهود الواضحة التي تبذلها رابطة العالم الإسلامي بقيادة أمينها العام معالي الشيخ العيسى، لتتناول أكثر القضايا حساسية في الوقت الراهن، وأشد المخاطر التي تواجه الإسلام والمسلمين بسبب ما يمارس من تشويه ٍكبير ٍغير مسبوق ٍ لصورتهم في العالم، على يد بعض أبناء الإسلام وأعدائه جميعاً. وكان من أهم الخطوات والجهود الفاعلة في ذلك عقد مؤتمر الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومُحكّمات الشريعة برعاية ٍكريمة من خادم الحرمين الشريفين أيده الله، الشهر الماضي، وما انتهى إليه المؤتمر من توصيات ٍتلامس الحاجة الملحة للمسلمين في الوقت الحاضر. وقبيل أيام ٍوفي حدث ٍاستثنائي ٍيضاف لسجلات رابطة العالم الإسلامي، وللرصيد الإسلامي للمملكة العربية السعودية، حظي معالي الشيخ العيسى بأعلى وسام ٍتمنحه مملكة ماليزيا (وسام فارس الدولة) بأعلى لقب (داتو سري) وذلك لجهوده في نشر الوسطية وقيم التسامح وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام. إن هذه الجهود الموفقة، والعمل الجاد الدؤوب، المصحوب بدرجة ٍرفيعة ٍمن التمكن من العلم الشرعي، والحكمة في الخطاب، كل ذلك لا يمكن أن يُنظر إليه إلا بعين توفيق الله عز وجل لهذه الدولة المباركة، التي ما توقفت عن إنجاب الرجال الأفذاذ، من قيادات ٍ سياسة، وعلماء شرع ٍموفقين، يعكسون المكانة العالية، والثقل الكبير للمملكة العربية السعودية، رائدة ً للمسلمين، وقائدة ً للعمل الإسلامي، وحامية ًحمى الحرمين. وما معالي الشيخ العيسى إلا صفحة ًفي هذا السجل المشرق للمملكة، وحسنة ًمن حسناتها. حفظ الله على بلادي العزيزة مكانتها وعزتها وريادتها والحمد لله أولاً وآخراً.