نجاح عملية دقيقة "بمستشفى المانع بالخبر" تُنهي معاناة سيدة من كسر وعدوى مزمنة في عظمة الفخذ    أمير الشرقية يهنئ أبناء الوطن بتحقيق 23 جائزة في "آيسف 2025"    برنامج التحول الوطني يطلق تقرير إنجازاته حتى نهاية عام 2024    صحة جازان تنفذ معرضًا توعويًا شاملًا في صامطة دعمًا لمبادرة "حج بصحة" والأيام الصحية العالمية    كوكب أورانوس يصل إلى الاقتران الشمسي اليوم    تشكيل لجنة للابتكار والإبداع وإدارة المعرفة بديوان المظالم    أمير تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال 38 الأربعاء القادم    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة"من كوت ديفوار    اعتدال: أكثر من 1.2 مليون رابطٍ للتحايل على آليات رصد المحتوى المتطرّف    جائزة الشارقة للاتصال الحكومي تحول القوة الناعمة إلى ميدان ابتكار وتنافس عالمي    منتدى حائل للاستثمار 2025.. انطلاقة تنموية يقودها حزمة مبادرات لتغيير المشهد الاقتصادي للمنطقة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 125 شهيدًا    الأهلي يُعلن بقاء يايسله لنهاية عقده    الهيئة السعودية للمياه تُعفي بعض المخالفين من الغرامات المالية    الإحصاء تنشر إحصاءات النقل الجوي 2024    من أعلام جازان.. الشيخ علي بن ناشب بن يحيى شراحيلي    "الأرصاد" تحذر من تدنٍ في مدى الرؤية بمعظم مناطق المملكة    صحفيو مكة المكرمة يبحثون الدراسات الإعلامية بالحج    "سدايا":11 مطاراً ضمن مبادرة "طريق مكة    "قمة بغداد" ترفض تهجير سكان غزة.. الجبير: رفع العقوبات عن سوريا فرصة للتعافي والتنمية    "الداخلية" تحذر من حملات الحج الوهمية    تستهدف طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة .. التعليم: اختبارات «نافس» في 8 مدارس سعودية بالخارج    ترحيل 11.7 ألف مخالف وإحالة 17 ألفًا لبعثاتهم الدبلوماسية    سمو ولي العهد يعزي رئيس جمهورية الأوروغواي الشرقية في وفاة رئيس الجمهورية الأسبق    ترمب.. الأمريكي المختلف!    ترمب يؤكد التواصل مع الرئيسين لوقف الحرب.. الكرملين يربط لقاء بوتين وزيلينسكي بالتوصل لاتفاقيات    حراك شعبي متصاعد واحتجاجات في عدة مدن.. سحب الثقة من حكومة الوحدة يضع ليبيا في مفترق طرق    "قمة بغداد" ترفض تهجير سكان غزة.. الجبير: رفع العقوبات عن سوريا فرصة للتعافي والتنمية    "تقنيات الجيوماتكس" تعزز السياحة في السعودية    25 موهوبًا سعوديًا يتدربون في فنون المسرح بلندن    انطلاق "عرض سلافا الثلجي" في الرياض    في ختام الجولة 32 من دوري روشن.. الأهلي يقسو على الخلود.. والأخدود على شفا الهبوط    تدشين خدمة الزائرين وضيوف الرحمن بالذكاء الاصطناعي    إطلاق النسخة التجريبية الأكبر لمشروع الذكاء الاصطناعي بالمسجد النبوي    الألماني يايسله يعلن رحيله عن الأهلي    حصر الحراسات الأمنية في 8 أنشطة على وقت العمل    وصول التوأم الملتصق الفلبيني إلى الرياض    لأول مرة.. تشخيص الزهايمر بفحص عينة من الدم    «تنمية شقراء» تُكرّم داعمي البرامج والمشروعات    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الفوز على الخلود    الذهب يسجل أسوأ أسبوع في ستة أشهر مع انحسار التوترات التجارية    المملكة تجدد رفض تهجير الفلسطينيين والاعتداءات الإسرائيلية على سورية    انفجار قنبلة بالقرب من مركز للصحة الإنجابية في كاليفورنيا ومقتل شخص    أباتشي الهلال تحتفل باللقب أمام الاتحاد    أخضر الصالات يتجاوز الكويت ودياً    بالاس يقهر السيتي ويتوج بلقبه الأول    تأكيد ضرورة توحيد الجهود للتغلب على التحديات في المنطقة العربية وإرساء السلام    تضارب في النصر بشأن مصير رونالدو    "شؤون المسجد النبوي" تدشّن "المساعد الذكي الإثرائي"    فرع الشؤون الإسلامية بالشرقية يعلن جاهزيته لتنفيذ خطة الحج    مستشفى الملك فهد الجامعي يطلق أربع خدمات صيدلية    440 مليار ريال استثمارات مدن    فهد بن سعد ومسيرة عطاء    قلب الاستثمار.. حين تحدث محمد بن سلمان وأنصتت أميركا    قمة بغداد: تنديد بالحرب والحصار في غزة وعباس يدعو لنزع سلاح حماس    إغلاق وضم مدارس بالمجاردة    أمير منطقة تبوك يرعى حفل تخريج الدفعة ال 19 من طلاب وطالبات جامعة تبوك    نائب أمير منطقة تبوك يشهد حفل تخريج متدربي ومتدربات التقني بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل ينجو المجتمع إذا شبع الغني فقط؟
في محطات مصطفى كتوعة ل( الندوة ): في الصغر كنا ننسج أحلامنا على ضوء القمر.. أما الآن.. بداياتي كانت صعبة ومضت السنون والتحديات مستمرة
نشر في الندوة يوم 24 - 04 - 2008

ضيف محطات لهذا الأسبوع أحد صحفيي الرعيل الأول الذي عشق العمل الصحفي منذ نعومة أظفاره خلال دراسته للمرحلة الابتدائية حيث كان أول وأصغر المراسلين الصحفيين عمراً كما التحق بالعمل الحكومي مبكراً واستطاع أن يجمع بين العمل الصحفي والعمل الإداري الوظيفي حيث تنقل في عدة أجهزة حكومية من شمال المملكة إلى جنوبها وغربها وتقلد بها مناصب قيادية فعمل في وزارة الحج في فرعها بالمدينة المنورة ثم مصلحة الزكاة والدخل ثم نقلت خدماته إلى إدارة العين الزرقاء ومناهل سعود في عام 1379ه، بعدها انتقل لبلدية المدينة المنورة سكرتيراً للمجلس الإداري البلدي ثم مديراً عاماً للعين السعودية في منطقة جازان،
كما تم تعيينه مديراً عاماً لفرع المياه والزراعة برابغ ثم نقل للعمل في المديرية العامة للزراعة والمياه بالمنطقة الغربية رئيساً لقسم الطلبات بها، فللعمل في المديرية العامة للزراعة والمياه بمنطقة المدينة المنورة مديراً لإدارة العلاقات العامة والإعلام بها بعد ذلك نقلت خدماته من وزارة الزراعة والمياه إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (حسب مسماها السابق) وكالة الوزارة للضمان الاجتماعي وتدرج في عدة وظائف قيادية بها من باحث قضايا إلى مدير قسم البحث الاجتماعي ثم مساعداً لمدير عام المركز الرئيسي لمكتب الضمان الاجتماعي بالمنطقة الغربية وفي عام 1412ه طلب الإحالة للتقاعد المبكر لظروفه الصحية وتفرغ للعمل الصحفي كاتباً ومؤلفاً حيث يكتب مقالات اجتماعية في عدة صحف محلية منها المدينة المنورة والبلاد والندوة كما أصدر ثلاثة مؤلفات الأول بعنوان (انتصار الحياة) وصدر عام 1379ه والثاني بعنوان (من الأعماق) وصدر عام 1419ه والثالث بعنوان (السياحة السعودية استراتيجية القرن) صدر في عام 1425ه أما العمل الصحفي فقد بدأه مبكراً وهو طالب في المرحلة الابتدائية عام 1373ه وتحديداً في سن الرابعة من عمره عبر الصحافة المدرسية وبعث أخبار مدرسته لصحيفة البلاد السعودية ثم استمر مراسلاً لها وتعلم في مدرستها الصحفية أصول كتابة الخبر الصحفي وعمل اللقاءات والحوارات وتتلمذ على أيدي رؤساء التحرير الذين تعاقبوا عليها وهم الأساتذة عبدالله عريف وفؤاد شاكر ومحمد حسين زيدان وحسن عبدالحي قزاز رحمهم الله كما عمل في صحيفة عكاظ إبان رئاسة تحرير الأستاذ عبدالله بن عمر خياط كما عمل في مجلة (قريش) برئاسة رئيس تحريرها ومؤسسها الأستاذ احمد السباعي وكان يحرر صفحة بعنوان (هذه أحوالهم) كما عمل في صحيفة الندوة بمكتب جدة في عهد رئيس تحريرها السابق الأستاذ حامد حسن مطاوع. (الندوة نهاية الأسبوع) رصدت محطات ضيفها الأستاذ مصطفى بن محمد كتوعة (أبو صافي) وقفنا خلالها على حياته العملية والاجتماعية والصحفية .. وإلى نص الحوار:
حنين الذكريات
| في الطفولة يحلم الإنسان كثيراً ويحلق في سماء الخيال حيث يريد أن يكون مستقبله.. كيف كانت طفولتك وماذا كانت أحلامك؟
|| جزاك الله خيراً على هذا السؤال، فقد أيقظت في نفسي حنيناً لذكريات عشتها، وما أجمل الحياة في دفء الوالدين وتلك الأسماء والوجوه والملامح التي احتوتنا وغمرتنا بالدفء في طفولتنا وقت كانت الحياة الاجتماعية مترابطة. لقد كانت طفولة سعيدة رغم صعوبة الحياة وخشونتها.كانت أحلامنا بسيطة لكنها جميلة وكنا ننسج أحلامنا على ضوء القمر في ساعات الليل الأولى حيث لاسهر ولا صخب، فارتبطنا أكثر بالبيئة الاجتماعية وليس بالتلفزيون كما هو حال اليوم. لذلك اتذكر قول الشاعر:
ليت الشباب يعود يوماً
لأخبره بما فعل المشيب
القرآن والدروس الدينية
| ما هي أبرز ملامح فترة الصبا والشباب والدراسة؟
|| كانت ملامحها المثابرة والحيوية، وكنا نتنافس فيما بيننا على القراءة رغم ندرة ما توفر من الكتب والمجلات وندرة الأنشطة عموماً وأنا اتحدث عن زمن بعيد نسبياً قبل أكثر من ستين عاماً، وأذكر أننا ارتبطنا أكثر بالقرآن الكريم والدروس الدينية، وكنا نتحلق مع الكبار حول إمام المسجد لنستقي العلم ونستزيد على ما نتحصله في الدراسة، ولازلت إلى اليوم والحمد لله.
صعوبة الحياة
| بدايات الانسان عادة ما تكون صعبة.. كيف كانت بداياتك؟.. وما هي التحديات التي واجهتك؟
|| ربما كانت البدايات صعبة، ولكنها هي الأكثر تأثيراً في حياة الانسان، وهي التي تبقى في ذاكرتنا لأنها كما قلت أنت (صعبة)، والصعوبة هنا أنك تواجه مرحلة جديدة سواء في الدراسة أو العمل، ولذلك أول شيء هو الرغبة في التكيف، وقد سألتني عن التحديات، وأقول أن صعوبة الحياة في ذلك الزمن كانت هي التحدي، ولكنها منحتنا العزيمة والتوكل على الله دائماً في كل شيء، ومضت السنوات والتحديات والحمد لله على كل حال ونسأله الصحة والعافية.
شخصيات مؤثرة
| من هي الشخصية التي أثرت فيك؟
|| شخصيات كثر، وقد سألتني عن مراحل الحياة وأقول لك أن كل مرحلة وجدت فيها شخصيات مؤثرة فعلاً، خاصة في مراحل العمل وأذكر منهم الراحل الأستاذ الشاعر محمد عمر عرب رئيس ديوان وزارة الصحة رحمه الله، وكان وزير الصحة آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل طيب الله ثراه، والدكتور أكرم شومان مدير عام الطب الوقائي بوزارة الصحة، والسيد عبدالقادر حمزة غوث رئيس إدارة العين الزرقا ومناهل سعود رحمه الله.
ومن الشخصيات العزيزة ايضاً التي تأثرت بها الشيخ صالح الميمان رئيس بلدية المدينة المنورة الأسبق رحمه الله، والأستاذ السيد علي حافظ رئيس بلدية المدينة المنورة الأسبق رحمه الله، والأستاذ صالح فضائلي بالمدينة المنورة، ولا أدري هل هو من الأحياء اللهم ارحمنا أحياء وأمواتا.. وتأثرت كذلك كثيراً بالأحبة إبراهيم عمر غلام مدير المكتب العام بوزارة الزراعة متعه الله بالصحة والعافية، والأستاذ اسعد جمجوم مدير عام شؤون المياه بالمنطقة الغربية رحمه الله، والسيد عثمان حافظ مديرإدارة الحج بالمدينة المنورة رحمه الله والأستاذ عبدالله عبدالعزيز النعيم وكيل وزارة العمل لشؤون الضمان الاجتماعي والأستاذ محمد العثمان مدير عام وكالة الضمان الاجتماعي بالوزارة، والأستاذ محمد عبدالعزيز البابطين وكيل الوزارة لشؤون الضمان الاجتماعي أبا هشام متعهم الله بالصحة والعافية.
في الزراعة والمياه
| ماهو أبرز عمل رسمي توليته؟.. وكم كان راتبك؟.
|| مديراً للمياه والزراعة في رابغ في شوال 1382ه ثم نقلت إلى جازان مديراً للعين السعودية، مديراً للعلاقات العامة بالمديرية العامة للشؤون الزراعية بالمدينة المنورة، بعدها نقلت خدماتي للمديرية العامة لشؤون المياه بالمنطقة الغربية بجدة، واختارني المدير العام الأستاذ أسعد حسن جمجوم رحمه الله مسؤولاًعن الآبار في القرى والهجر.
أما راتبي آنذاك فاسمح لي بالقول بأن الرزق من الأسرار، وعموماً كانت مستورة والحمد لله، والنفوس كانت طيبة وقنوعة ودعاؤنا دائماً: (اللهم إنا نعوذ بك من قلب لايخشع ومن عين لاتدمع ومن علم لاينفع ومن نفس لاتشبع ومن عمل لايرفع).
الانتقال من المدينة المنورة
| ماهو القرار الذي اتخذته ولايزال عالقاً في الذهن؟
|| هو الانتقال من المدينة المنورة وكان ذلك لظروف العمل وكم كان صعباً على النفس وإلى اليوم لكني والحمد لله أعوض ذلك بزيارات متقاربة إلى المدينة المنورة للصلاة في المسجد النبوي الشريف والتشرف بالسلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما ثم لقاء الأخوة من أحبة وأصدقاء الأمس الذين تجمعنا روابط قوية جميلة لسنوات الحياة في المدينة المنورة.
العمل في الصحافة
| ماهي أبرز محطات حياتك الشخصية والاجتماعية والعملية؟
|| ابرز محطات حياتي هي عملي في الصحافة بدءاً من عام 1373ه وأنا طالب في المرحلة الابتدائية وتحديداً في السنة الرابعة حيث كنت أقوم بتغطية النشاطات المدرسية وبعض أخبار المدرسة وابعثها لرئيس تحرير (البلاد السعودية) آنذاك الأستاذ عبدالله عريف رحمه الله ثم استمررت مع صحيفة البلاد وتعلمت في مدرستها الصحفية حتى أصبحت اكتب الخبر واللقاءات والتقارير الصحفية كما عملت مع عدد من رؤساء التحرير أذكر منهم الأساتذة عبدالله عريف وفؤاد شاكر ومحمد حسين زيدان وحسن عبدالحي قزاز كذلك عملت في جريدة عكاظ إبان عهد رئيس تحريرها الأستاذ عبدالله بن عمر خياط والذي كان يكلفني بتغطية اخبار ولقاءات موسم الحج والحوارات واللقاءات مع ضيوف الرحمن وكبار المسؤولين الذين يأتون لأداء مناسك الحج حيث تقابلت مع العديد من رؤساء الدول والحكومات وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر فخامة رئيس مجلس السيادة في الجمهورية السودانية الشقيقة اسماعيل الأزهري رحمه الله والشيخ علي آل ثاني رئيس دولة قطر والأستاذ عبدالخالق حسونة الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق وغيرهم من الشخصيات الكبيرة التي لاتسعفني الذاكرة الآن لذكرهم جميعاً. كما عملت في صحيفة الندوة في عهد الأستاذين صالح محمد جمال واحمد السباعي رحمهما الله وكذلك عملت في مجلة قريش لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ احمد السباعي رحمه الله وكنت أحرر بها صفحة بعنوان (هذه أقوالهم) ثم عدت للعمل في صحيفة الندوة عبر مكتبها في جدة إبان عهد رئيس تحريرها السابق الأستاذ حامد حسن مطاوع متعه الله بالصحة والعافية حيث عملت بها لمدة أربع سنوات حتى نقلت خدماتي الوظيفية الرسمية للعمل في المدينة المنورة في فرع مصلحة الزكاة والدخل، وفي ذات يوم وأنا داخل الحرم النبوي الشريف قابلت الأستاذ فؤاد شاكر وهو يتجول على أعمال التوسعة لعمارة الحرم النبوي في التوسعة الجديدة آنذاك في عهد جلالة الملك سعود رحمه الله وبعد أن تبادلنا التحايا والترحيب عرض علي العمل معه في صحيفة البلاد كمندوب لها في المدينة المنورة وقد دعاني لتناول طعام الغذاء معه على مائدة معالي المعلم الشيخ الجليل محمد عوض بن لادن رحمه الله وقد لبيت الدعوة وكان بصحبته معالي الشيخ صالح قزاز رحمه الله وبعد الغداء وجه الأستاذ فؤاد شاكر المسؤولين في صحيفة البلاد باصدار قرار تعييني مندوباً للصحيفة في المدينة المنورة.
الحب لله ولرسوله
| الحب في نظرك كيف يكون؟
|| عندما يعمر قلب الانسان بالحب الله تعالى ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم تكون الحياة آمنة مطمئنة وتهون على صاحب هذا القلب والمحبة للناس هي أساس رضا الله، وكما قال صلى الله عليه وسلم (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وهذا هو الحب الذي يضيء الحياة ولو امتلأت به الأفئدة لما كان بين الناس ضغينة أو كراهية أو غضب ولاكان بينهم فقير أو محروم.
صلاة الفجر
| ماهو الموعد الذي تتعمد دائماً التخلف عنه؟
|| عادة ما اعتذر عن المواعيد التي تكون في ساعة الليل المتأخرة، فأنا لا أحب السهر ولم اعتد عليه ومن يحرص على صلاة الفجر في جماعة لايعرف السهر طريقاً إلى حياته وهذه عادتي اليومية منذ سنين طويلة وحتى أيام الشباب ولا أبالغ إن قلت أيام الطفولة لأن أهلنا زمان لم يكن للسهر مكان في حياتهم بل النوم بعد صلاة العشاء، لأننا لم نعرف آنذاك الكهرباء ولا وسائل اللهو التي أضاعت النوم من عيون الناس هذه الأيام وضاعت معه الصحة والعادات الصحيحة، ولذلك لانستغرب من ينام في العمل أو في حصة الدرس ولاتركيز في أي شيء بينما البعض يبدأ يومهم ليلاً مع السهر فانقلب النهار ليل والعكس صحيح ويعملون بقول الشاعر:
فما أطال النوم عمرا
وما قصر في الأعمار طول السهر
ولكن الأطباء لهم رأي آخر وواقع الحال والفطرة يقولان: إن من يخالف سنة الله في خلقه بالسهر وقوله تعالى (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا) يدفع الثمن غالياً من جسده وذهنه.
السعي وليس النتائج
| هل هناك هدف تمنيت أن تحققه وفشلت فيه؟
|| خلال أعمالي الوظيفية مديراً للزراعة والمياه برابغ كانت أهدافنا طموحة وكذلك خلال عملي في الضمان الاجتماعي، وتحقق بعضها وبقي الآخر وهذه سنة الحياة كل جيل يسلم الراية وغيره يكمل، وعلى أية حال بات كل ذلك من الذكريات. وعموماً يجب على الانسان أن يسعى وليس عليه أن يدرك النتائج كما تقول الحكمة والله لايضيع أجر من أحسن عملا.
الجنوح في الهدايا
| ماهي أجمل هدية قدمت لك وهل تمارس عادة الهدايا؟
|| الهدية لها وقع جميل في النفس لمن يقدمها قبل من تهدى إليه وهي تزيد المحبة كما اخبرنا صلى الله عليه وسلم، ولكن أرى أننا جنحنا بالهدية بعيداً عن معناها ومقاصدها وقد تغيرت هدايانا مع كل شيء تغير في حياتنا، وأرى أن تكون الهدية مناسبة لأن قيمتها في معناها وليس في ثمنها، وكذلك من الأفضل أن تكون مفيدة وتنفع صاحبها في حياته أو في بيته أو تعينه على أحواله، وليس وروداً مثلاً سرعان ما تذبل، وفي كل الأحوال الكلمة الطيبة والمحبة والتواصل والتراحم أجمل هدية.
البكاء من خشية الله
| هل أنت ممن يبكي؟ ومتى آخر مرة ذرفت فيها عيناك؟
|| ومن منا لم يبك وأصدق البكاء هو ما يكون من خشية الله وقد قال صلى الله عليه وسلم (عينان لاتمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله) وكثيرة هي المواقف التي بكيت فيها صغيراً وكبيراً وإن اختلفت وعندما استمع لخطبة مؤثرة أو عظة أو نودع وندفن مسلماً تهالني عظة القبر ونتذكر تلك اللحظة.
والدموع بطبيعة الحال حالة انسانية هي الأكثر صدقاً، لكن ما يؤسف له أن القلوب قست وأصابتها الغفلة ومن ذلك أن نرى البعض على القبور وهم يتحدثون في مغانم الدنيا وهي في حقيقتها مغارم.
مخافة الله أولاً
| ما الذي تحرص عليه في تربية أولادك؟
|| مخافة الله في كل شيء والصلاة في أوقاتها وفي جماعة، فهي عماد الدين وأساس كل فلاح وأحذرهم من ضياعها لأن فيها ضياع الانسان وأحرص على غرس الأمانة والصدق والمعاملة الحسنة والاخلاص في السعي وطلب الرزق الحلال.
أين الفراغ؟
| فراغك أين تقضيه وما هي الصفة التي لاتود أن تراها في جيل اليوم؟
|| ما بين الصلوات الخمس أحرص على قضاء أطول وقت ممكن في المسجد وبقية الوقت هي لشؤون الحياة والقراءة والكتابة وبالتالي لاوقت فراغ لدي، ولا أحب أن أشعر بالفراغ في الوقت بل أحياناً لا أجد وقتاً في ساعات النهار لأني كما قلت أنام باكراً وأصحو قبل صلاة الفجر.
وسم على أديم الزمن
| ماهو آخر كتاب قرأته؟
|| كتابان أو بمعنى أصح المجلد الوثائقي المهم الذي أصدره حبيبنا معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر متعه الله بالصحة والعافية وعنوانه (وسم على أديم الزمن) وكذلك الكتاب التاريخي المهم الذي أصدره حبيبنا الدكتور عبدالرحمن الشبيلي بعنوان (أعلام بلا إعلام) وحقيقة استمتعت بالإنجاز الفكري في هذه الإصدارات المهمة.
حراك رائع
| تنظم وزارة الثقافة والإعلام أسابيع ثقافية مع عدد من الدول العربية والصديقة فكيف ترون نتائجها على المشهد الثقافي السعودي؟
|| هذه الأسابيع الثقافية لها من اسم الوزارة نصيب كبير ثقافة وإعلاما. ولاشك أن المشهد الثقافي في بلادنا وهذا الحراك الرائع في الوطن للتنمية والفعاليات العلمية والثقافية إنما هي مادة ثرية تستحق أن نراها في عيون الأشقاء والأصدقاء خاصة وأن المملكة محل الاهتمام باعتبارها قلب العالم الإسلامي وتهفو إليها قلوب المسلمين حيث الكعبة المشرفة والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
التواصل الإنساني
| ثقافة الحوار بين المواطن ومؤسسات الدولة، كيف يمكن تفعيلها لبناء مجتمع يقوم على المشاركة والحضارة الانسانية؟
|| الأساس في كل ذلك هو ضرورة الحوار ليصبح ثقافة وفي هذه الحالة تؤتي ثمارها في التعاون وتحسين الخدمات واحترام المواطن وفي نفس الوقت تقديره لجهود مؤسسات الدولة مما يحقق المصلحة العامة وعدم حساسية المسؤول من أي نقد ولا يضيق برأي مواطن وهذه قاعدة مهمة وإن كنت أتمنى أن تكون ثقافة الحوار بشكل عام هي لغتنا جميعاً في كل حياتنا فيما بيننا وأيضاً مع الخارج حتى وإن اختلفت، فالحوار يبني الجسور وبدونه تتقطع الأواصر والتواصل الانساني.
السمك الكبير يأكل الصغير
| سوق المال في المملكة يصنف بين الحذر والترقب.. ذلك لوجود بعض المشاركين فيه الذين يغلب على سلوكهم التلاعب وعدم الشفافية رغم تعليمات هيئة سوق المال.. ما نصائحكم للمتعاملين مع سوق المال؟
|| لو أني من المتعاملين لبدأت بنفسي فيما أقول ولذلك أبدي رأياً سريعاً فيما حدث ويحدث من تجاوزات لازالت تؤثر سلباً وتواجه بحزم من الهيئة والمطلوب دائماً الشفافية وتقوى الله في المضاربات حتى لايلتهم الكبار أموال صغار المستثمرين وهي كل ما يملكون وكأننا في غابة أو في البحار عندما يأكل السمك الكبير السمك الصغير وهذا ينافي الرحمة والعدل والشفافية والمصلحة وإلا ما معنى أن يزداد الغني غنى ويزداد الفقير فقراً بضياع أمواله وهل المجتمع ينجو عندما يشبع الغني وغيره جائع بل أمواله تصبح في أرصدة الكبار.
تعاون الجميع مطلوب
| قطاع الشباب يمثل مستقبل الوطن ولهذا القطاع قضاياه المتنوعة والملحة.. كيف يمكن وضع استراتيجية متوسطة وطويلة المدى لمواجهة مشكلات الشباب؟
|| نعم الشباب هو مستقبل الوطن وكيفما تكون أجيال الشباب أخلاقاً وعملاً وثقافة وقدرات يكون هذا المستقبل وملامحه والإضافات النوعية في مسيرته ولكن هذا الأمر يتضمن تفاصيل كثيرة عناوينه قضايا الشباب ، ماذا يحتاجون وماذا يتوفر لهم وما تحدياتهم، وبالتالي هذا ما يجب أن تعالجه استراتيجية متوسطة وطويلة المدى وتتعامل معها بكل جدية ونتمنى أن يتعاون الجميع في مثل ذلك لكن السؤال متى وكيف نرى هذه الاستراتيجية؟.
النوايا والعزيمة
| المجالس البلدية مردودها ضعيف فمتى يتم تفعيلها للمواطن؟
|| إنني اتساءل معك: متى وكيف يتم تفعيلها؟! ولأنك تريد مني أن أجيب أقول عندما تصدق النوايا والعزيمة والإرادة لدى الذين انتخبناهم على مستوى الوطن لا أن يجعلوا دعاياتهم كلاماً في الهواء وللأسف كان كلامهم أكثر من عزيمتهم إلا من رحم ربي صدق قوله بفعله، فمن واجبهم المراقبة والاقتراح والمتابعة لا الفوز ثم لا أحد يسمع عنهم شيئاً وندعو الله لهم بالتوفيق.
البداية من الأسرة
| طرأ مؤخراً على بعض شبابنا بعض الانحرافات الفكرية التي نتج عنها قضايا الإرهاب والتطرف فكيف يتم معالجتها؟
|| حقاً الفكر المنحرف والضال هو أساس الإرهاب الذي نرفضه جميعاً ونحمد الله على سداده للبطولات الباسلة لرجال الأمن، والوقاية تبدأ من الأسرة ومن كل مؤسسات العمل التربوي والفكري والدعوة ولاتهاون في ذلك.
الحل في أيدي التجار
| استشرى الغلاء في الآونة الأخيرة فما هي السبل الكفيلة بمحاربة هذه الظاهرة؟
|| بتعاوننا جميعاً يمكن العلاج فالحل وإن كان يبدأ بالتجار، فإنه يتأكد بالرقابة على الأسواق، وقد اتخذت الدولة اجراءات مهمة مثل زيادة الرواتب والدعم لبعض السلع الأساسية .
ويبقى على التجار أن يتقوا الله في الناس.
الخير للوطن والأبناء
| ما الطموحات والمشاريع التي تودون تحقيقها مستقبلاً؟
|| لا أتمنى إلا الخير لوطننا العزيز ولأبنائنا فعلى المستوى الشخصي ليس لدي شركات ولا أطمح حتى في أصغرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.