ظلت المملكة حريصة دائما وأبداً على تكريس كل الجهد والطاقة ..وتسخير كل الامكانيات من أجل تقديم خدمة مثلى لضيوف بيت الله الحرام ..وأدركت المملكة في هذا تطوراً هائلاً مكنها من تسخير كل المرافق لصالح ضيوف الرحمن الأمر الذي أصبحت معه مسيرة التكريس قادرة على تلبية كل الاحتياجات في مواسم الحج. ولعل محاولة المقارنة بين الأمس واليوم على صعيد الخدمات والانجازات أصبحت مدهشة للغاية فعلى كل صعيد جاء التطور ليصيب شتى ما يقدم لضيوف الرحمن.. لقد سجلت توسعة الحرمين الشريفين نجاحات مذهلة وأضافت مشاريع الساحات المحيطة القدرة على المزيد من الاستيعاب للاعداد المهولة التي تأتي في كل عام من كل حدب وصوب لأداء المناسك وأصبحت شبكة المواصلات قادرة على احتضان الاعداد المتصاعدة وتمكينها من تأدية المناسك في يسر وسهولة مستفيدة من كل الخدمات الحضارية التي وضعت لتسهيل أداء الضيوف لمناسكهم في راحة وأمان.. لقد أصبح ما يسجل على أرض الواقع أشبه بالحلم الذي تجسده الادارة السعودية الخارقة والتي بلغت حداً مشرفاً من النجاحات.. كنت أتحدث مع بعض ضيوف الرحمن فوجدتهم أقرب إلى الذهول من هذه القفزات التطويرية للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ..بعضهم يأتي كل عام ..ومع ذلك فان ما يشاهدونه أكبر من تسارع الزمن فالانجازات تتواصل بسرعة مذهلة ولا أحد يصدق بأن الفارق ليس بأكثر من عام ..لكن ما ينجز في كل عام هو أكبر من العمر الزمني بمراحل كبيرة.. أما الفكر الذي يصنع ملحمة إرضاء ضيوف الرحمن فهذا فكر سامق استطاع أن يجعل حكاية الانجاز على هذه الأرض الطيبة محل تقدير ..واعجاب ..ورضا.. ورغم الاعداد المذهلة التي تستقبلها بلادنا في كل موسم إلا أن منهجية الخدمات تظل قادرة على الحضور الناجح ..والمتمكن بفضل الدعم اللا محدود من حكومة هذا البلد الأمين وقيادته الرشيدة.. ان الدولة تنفق بسخاء عظيم ..وتسابق الزمن ..وتركض بكل اتجاه من أجل تقديم ملحمة خدماتها لحجاج بيت الله الحرام ويصبح وجه هذا العمل الدؤوب جميلاً بفضل ادراكه لكل النجاحات المؤلمة ، وقد أصبح ضيوف الرحمن يتمتعون أثناء رحلتهم إلى الأراضي المقدسة بكل ألوان الخدمات ويحظون بكل معطيات الخدمات الكبيرة والفاعلة وقد ساعد ترسيم مؤسسات الطوافة على تحقيق كل الأهداف الكبيرة التي تتوافر على تقديم خدمات حضارية مثلى للضيوف وهي الخدمات التي حظيت الأراضي المقدسة بأدائها لتمكين الشعوب المسلمة على أداء مناسك الحج والعمرة براحة ويسر. وهكذا تمضي مواكب النور في أمن وأمان مظللة بالجو الروحاني العظيم لتؤدي نسكها ثم تعود إلى أوطانها ..فرحة ..مستبشرة ..رابحة. اخر المشوار قال الشاعر: يافارج الكرب للمكروب في السحر مسهد الجفن من بؤس وحرمانِ فرج همومي فإني يائس كربٌ وخفف الحزن عن قلبي ووجداني