تعد بلادنا من أفقر الدول في موارد المياه إلا أنها من أكبر الدول استهلاكاً للمياه، فكيف يمكن استيعاب هذه المعادلة الصعبة، فبالإضافة إلى التكلفة العالية لتحلية مياه البحر إلا أننا لم نرحم الأجيال القادمة وما زلنا نسطو على ما تبقى من مخزون مياه الارض، اوقفنا او رشدنا في زراعة القمح ولكن القرار جاء متأخراً، ومع ذلك فلا زلنا ندعم زراعة الشعير وفي وسعنا استيراده او شراء اراضٍ او استئجارها من مصادر عديدة في العالم. معدل استهلاك الفرد في هامبورج 92 لتر ماء وفي المملكة 255 لتر ماء!! وقد يتساءل المرء كيف نتهم الفرد بهذا الاستهلاك المبالغ فيه بينما بعضنا لا يستهلك يومياً اكثر من 50 لتر ماء يشمل الشرب والوضوء والغسيل ونظافة المنزل والنظافة الشخصية، الا ان المعادلة تتضمن الزراعة المنزلية وزراعة المنتجات الغذائية المتنوعة والحدائق والمسابح وكل الاستخدامات الاخرى. هناك ما يؤكد ان في احدى مدى الشمال مزرعتين تستهلكان ضعف ما تستهلكه منطقة الرياض هذا عدا ما تستهلكه مزارع الالبان في المملكة التي لا تكتفي بتأمين الاحتياج المحلي وانما تتعداه لتصل الى دول الخليج العربي والاردن وسوريا ولبنان ومع هذا فإن الرقعة الزراعية في المملكة تقل بكثير عن رقعة الزراعة في هذه البلدان التي تزداد فيها معدلات سقوط الامطار وقد يتوفر فيها بعض الانهار. فماذا ننتظر؟ القادم من الايام يحمل في طياته المزيد من التحديات في ظل الاستمرار في هذه المعدلات من الاستخدام الجائر للمياه وفي ظل تنامي اعداد السكان والذي يعد مخيفاً بالقياس بالمعدلات العالمية. واذا استمرت الامور على هذا المنوال فاننا لا سمح الله معرضون لكارثة في المسقبل القريب قد لا تحمد عقباها. ويسري هذا الامر على استهلاكنا الجائر للكهرباء. ويبقى السؤال المهم والجدير بالاجابة: هل من خطة قصيرة وبعيدة المدى لإيقاف هذا النزيف؟ إنها أمانة تقع على عواتقنا جميعاً، فما لا يدرك جله لا يترك كله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
