المخططات المحيطة بالمطار الجديد.. في الميزان! 

أكد مستثمرون كبار في مجال التطوير العقاري بأن المطار الجديد الذي سيتم البدء في تنفيذه قريبا بجدة لن يؤثر سلبا على أسعار مخططات الأراضي المحيطة به بسبب عدم وجود بدائل وخيارات أخرى اضافة الى ان مدينة جدة تتمدد بشكل طولي نظرا لأنها محاصرة من البحر الأحمر غربا، ومن الجبال شرقا، ولا يوجد إمكانية لتوسع الأحياء السكنية إلا من الجهة الشمالية لذلك فإن الناس مضطرة لشراء الاراضي في تلك المخططات، ولهذا فإن الطلب كبير .. الأمر الذي سينعكس على ارتفاع اسعار الاراضي خلال العامين المقبلين بنسب تتراوح بين 15 الى 25 في المائة.
وذكر رجل الأعمال ابراهيم بن عبدالله السبيعي وهو من كبار المستثمرين العقاريين بجدة بأن مساحات الاراضي البيضاء المتاحة في جدة محدودة جدا، وهي تعاني من ندرة المساحات الشاسعة الصالحة لانشاء مشروعات سكنية كبيرة لذوي الدخول المحدودة، والطلب على تملك الأراضي والوحدات السكنية يزداد سنويا لذلك فإن الاسعار ارتفعت بطريقة غير منطقية وبشكل مبالغ فيه الأمر الذي لن يؤدي الى احداث تأثير سلبي على اسعار المخططات المحيطة بالموقع الجديد للمطار الذي سيتم البدء بتنفيذه قريبا بسبب عدم وجود بدائل وخيارات أخرى اضافة الى ان مدينة جدة تتمدد طوليا باتجاه الشمال.
واوضح السبيعي بأن شركته على استعداد بانشاء مشروعات سكنية لذوي الدخول المحدودة بأسعار لا تزيد عن 500 ألف ريال للوحدة الواحدة من فيلات (الدبلكس) في حال تدخل الدولة لدعم القطاع الخاص من خلال توفير مساحات اراض شاسعة بأسعار معقولة اضافة الى البنية التحتية المطلوبة للمشروعات السكنية، كما انه مطلوب من الدولة التدخل لإزالة العقبات والاجراءات الروتينية المعقدة الموجودة في أمانتي جدة والعاصمة المقدسة، والتي يصطدم بها عادة الراغبون بالاستثمار في مجال التطوير العقاري الامر الذي يؤدي الى الاحجام عن تنفيذ مثل تلك المشروعات.
واضاف السبيعي بأن الأمل في انخفاض اسعار الاراضي ليس موجودا على الاطلاق، والاسعار ستستمر في الصعود بسبب تتراوح بين 15 الى 25 في المائة بسبب الطلب المتزايد على تملك الاراضي والوحدات السكنية خلال العامين المقبلين.. مشيرا الى ان الحل الوحيد هو شق طرق سريعة لاتاحة الفرصة لظهور ضواحٍ جديدة مجاورة لمدينة جدة، وتجهيزها بالبنية الاساسية المطلوبة لانشاء مدن سكنية لذوي الدخول المحدودة الأمر الذي قد يحد من الارتفاع الجنوني لأسعار الأراضي.
وقال رجل الأعمال عبدالرحمن بن عثمان الحصيني عضو مجلس ادارة شركة الحصيني واليحيى للتطوير العقاري لا اعتقد أن تتأثر اسعار المخططات المحيطة بموقع المطار الجديد الذي سيتم البدء بتنفيذه قريبا نظرا لأن الأسعار في صعود مستمر حيث ان هناك توقعات بتزايد الاسعار بنسب تتراوح بين 15 الى 25 في المائة خلال العامين المقبلين لأن الطلب أكبر بكثير من العرض اضافة الى ان مدينة جدة تحديدا تختلف اختلافا كليا عن باقي مدن المملكة حيث ان هناك الكثير من المواطنين من مختلف المناطق يرغبون في استئجار وتملك اراضٍ ووحدات سكنية بجدة نظرا لأنها بوابة الحرمين الشريفين والمدينة السياحية والتجارية الاولى في المملكة.
وتابع الحصيني بأن الكثير من المستثمرين يتأملون خيرا في صدور نظام الرهن العقاري نظرا لأنه سيساهم في تنظيم السوق العقارية، وخفض الاسعار الامر الذي سيشجع المستثمرين العقاريين على انشاء مشروعات سكنية لذوي الدخول المحدودة، وبيعها بأسعار معقولة تتناسب مع مداخيل شرائح كثيرة من المجتمع السعودي اضافة الى ضرورة تدخل الدولة لحث ملاك المساحات الشاسعة غير المستغلة على اهمية استثمارها وتطويرها من خلال اقامة مشروعات سكنية.
وذكر المهندس محمد الهندي رئيس احدى شركات التطوير العقاري بجدة بأنه عادة في الدول المتقدمة يتم استغلال المخططات المجاورة للمطارات بطريقة تجارية عن طريق انشاء مراكز للمعارض والمؤتمرات اضافة الى اسواق البضائع المخفضة (الاستوكات) الأمر الذي يزيد من اسعار الاراضي اكثر مما لو استغلت بطريقة سكنية نظرا لأن الناس عادة لا تفضل السكنى بجوار المطارات خوفا من ازعاج حركة الطائرات، والتلوث الناتج عن ذلك.. مشيرا الى استغلال المخططات المجاورة للمطارات تجاريا يمثل جدوى اقتصادية افضل من الاستغلال السكني.
وأشار المهندس الهندي بأن هناك دولا أخرى استفادت من المناطق المجاورة للمطارات عن طريق انشاء مدن رياضية وترفيهية على مساحات شاسعة مفتوحة في الهواء الطلق حيث تتيح للسكان والمسافرين التمتع بهذه المناطق على مدار اليوم نظرا لأن حركة الطيران عادة لا تتوقف خاصة في المطارات الدولية الا ان وجود مخططات سكنية بجوار الموقع الجديد للمطار الذي سيتم تنفيذه بجدة لن يحدث تغييرات سلبية على اسعار الاراضي في هذه المخططات بسبب محدودية الاراضي، والطلب المتزايد على تملك العقارات بجدة.
وقال عبدالله بن صقر عضو اللجنة الوطنية العقارية المنبثقة عن مجلس الغرف التجارية الصناعية ان الاسعار لن تنخفض في المخططات المجاورة لموقع المطار الجديد حيث تشهد الاسواق حاليا حالة من الترقب الحذر لما ستحدثه القرارات والتنظيمات المتوقع صدورها قريبا مثل نظام الرهن العقاري نظرا لأن الاسعار وصلت الى اعلى مستوياتها الآن، ومن المتوقع ان تنخفض بعد الاعلان عن صدور القرارات والتنظيمات الجديدة.