الصديق العزيز والكاتب اللوذعي (وهي كلمة لا أعرف معناها) محمد صادق دياب له بعض المقالات التي تشبه الإبرة الطبية (الشِرنقة) كما كنا نُطلق عليها قديما وهي تحريف لكلمة (seringue) الفرنسية. فبعض هذه الإبر، كما هي مقالات الدياب، تُخطئ العضل أحياناً وتصيب العصب فتعطبه، أو لنقل هلي كالنشادر الذي يُستخدم أحيانا لإفاقة من أصابتهم إغماءة مؤقتة. وأصدقاء الدياب الذين ذكرهم في مقاله في صحيفة الشرق الأوسط بعنوان: [قبل وصول «الأوتوبيس» إلى محطته الأخيرة!] 30 مارس 2010، وأعتبر نفسي منهم، يعيش أكثرهم في حالة الوهم بأنهم مازالوا في فورة الشباب يستطيعون ممارسة ما يمارسه هؤلاء، بل وينتقدون شباب اليوم بأنهم «خرعين» لأنهم تربوا على الترف في معيشتهم، و«التيك أواي» في مأكلهم، والاستعاضة عن عقولهم بالعقول الإليكترونية .. وهو «قصر ديل» نحاول أن نداري به نواقص بعضها راجع للزمن الذي حذرتنا سيدة الغناء العربي أم كلثوم منه حين قالت: «حسيبك للزمن لا عتاب ولا شجن ... تقاسي من الندم وتعرف الألم». ومقال الدياب ما هو إلا تعبير صادق عن المعاناة والألم الذي حذرت كوكب الشرق عشاقها منه، وما تساؤل أم أبنائه وسخريتها لوصفه أصدقاءه بالشباب إلا وخز إبرة أو شمة نشادر لإعادته .. وأصدقائه من الشباب (؟!) إلى الواقع الأليم بأنهم غادروا «محطة الشباب» منذ زمن بعيد واقتربت حافلتهم من محطتها الأخيرة. وعدم معرفته بتاريخ ميلاده لا يُخرجه من بوابة الزمن، فقد دارت الأيام به.. وخلص الزمن منه ومن رفاقه ممن غدر بهم بالسهر أو الهجر .. وصدق فيه وفيهم قول الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد علي حنجرة سيدة الغناء العربي: رايحه اسيبك للي ما بيرحم ولا تقدر عليه مش ح أقول انت عارف الزمن ح يعمل أيه الزمن دايما حالات ياما بيغير حاجات كل ما بيدور بيبدل مطرح الضحك الآهات اشكي مش ح أسال عليك ابكي مش ح ارحم عينيك ياللي ما رحمتش عينه لما كان قلبي في ايديك: دارت الأيام عليك