ما أجمل أن يتواصل تطوير وإصلاح الأعمال وتحسينها والارتقاء بها إلى أعلى الدرجات خصوصاً إن كانت تلك الأعمال مرتبطة بتعزيز قيم العمل الإنساني لأفراد المجتمع، وهذا ما قامت به مؤخراً الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بإطلاق المنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان)، والتي تم إنشاؤها بأمر ملكي كريم، وذلك ضمن مساعيها الرامية لدعم وتطوير العطاء الخيري في المملكة وبمشاركة اللجنة الإشرافية والممثلة من عدد من الوزارات والهيئات الحكومية. تنظيم وتنسيق التبرعات الخيرية كانت إحدى التحديات في الماضي، ولكن وجود مثل هذه المنصة الوطنية سيساهم في توحيد وتنظيم جهود الإشراف والمتابعة والتنسيق والتكامل بين الجهات الخيرية، وتطوير أعمالها واستثمار طاقاتها ورفع مستوى الشفافية والموثوقية فيها وتعزيز التواصل فيما بينها وبين الجهات الحكومية، ليعم نفعها على أفراد المجتمع. مجتمعنا -ولله الحمد- مجتمع يحرص على البذل والعطاء والإنفاق ومساعدة الآخرين، وتحتل المملكة المرتبة ال 50 في تقرير العطاء العالمي الصادر من مؤسسة المعونة الخيرية ويبلغ حجم التبرعات للجمعيات الأهلية التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية 2,6 مليار ريال سنوياً. أعمال الخير كثيرة ومتعددة ويبذل خلفها الكثير من الجهد وتنفق في سبيلها الأموال الطائلة وستساهم هذه المنصة في تذليل الصعوبات أمام المتبرعين في تحويل أموال تبرعاتهم إلكترونياً وبطريقة موثوقة وآمنة بعيدة عن أي شبهة وضمان وصول تلك التبرعات إلى مستحقيها ومراقبتها، كما سيتم من خلال المنصة توثيق التواصل مع المتبرع وتزويده بالمنتجات الجديدة المختلفة والتي تصل حتى الآن إلى أكثر من 200 فرصة عطاء متنوعة ومعروضة للمتبرعين تبعاً للمجال والمكان. منصة (إحسان) لن يستفيد منها فقط المتبرعون ولكن ستستفيد منها أيضاً الجهات التي ستتلقى التبرع من خلال تعظيم نفعها ونقل أعمالها إلى آفاق أرحب وتنمية مواردها المالية وتمكين القطاع غير الربحي من تطوير أعماله وتوسيع أثره وتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص ورفع مستوى الشفافية والموثوقية في منظمات العمل الخيري والتنموي.
