التغريد فن يتقنه أولئك الذين يطوقونك بكلمات قصيرة (لا) يمكن للقارئ أو المتابع الفطن مقاومتها، وهؤلاء المحترفون على عكس أولئك الذين فقط يغردون ويثرثرون و(لا) أحد يرى أو يتفاعل أو يتابع ما يكتبونه، ومثل هؤلاء هم كالهمِّ على القلب، (لا) والمصيبة أنهم يُنظِّرون ويتحدثون ويكتبون ويفتون في كل شيء، وكأنهم هم الذين يعرفون كل شيء متناسين أن الزمن هذا يختلف عن الأمس الذي كان يكتب الفكرة الصغيرة في صفحة كبيرة، وأن هذا الزمن اختصر كثر الكلام وعدد السطور في كلمة واحدة أو كلمتين. ويعجبني بأمانة بعض المغرِّدين الذين يثيرون الجدل في كلمات، هؤلاء هم المغردون الذين أنحازُ لهم حتى عندما يحاولون التنكر في ثياب الكلمات. وبالأمس قرأت تغريدة في الحساب الرسمي للسفارة الأمريكية في الرياض قالت فيها: « تدين السفارة الأمريكية الهجوم الذي شنه الحوثيون على جازان الليلة الماضية والذي أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.. نتمنى للمصابين الشفاء العاجل والكامل وندعو الحوثيين إلى وقف هجماتهم ضد المدنيين الأبرياء والانخراط في العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع». الزميل الأستاذ عبدالله المزهر اقتبس التغريدة وأضاف عليها كلمتين فقط «الانخراط مشكلة» تخيلوا أن كلمتين من عبدالله كانتا كافيتين لإقناع العالم كله إلَّا أمريكا بأن الحوثيين مشكلة وأنهم فئة متمردة على الحياة وأنهم (لا) يمكن أن يقبلوا أي مفاوضات لإنهاء الصراع، ذلك لأنهم تجار حروب يقتاتون عليها، و(لا) يمكن لتاجر يتربَّح ويتكسَّب على حساب الدماء اليمنية الطاهرة أن يقبل بالخروج من دوائر القتل إلى جنان السلام التي ينتظرها اليمنيون كلهم، وهنا يكون فن التغريد وجمال العقول المبدعة!!. (خاتمة الهمزة).. التناقض المؤلم والمؤسف حقاً هو أن يكون الحوثي في ذهن الإدارة الأمريكية خارج منظومة الإرهاب ..وكيف يكون هذا وهم يقتلون المدنيين.. كيف؟! وهي خاتمتي ودمتم.
