براً بمكة.. وتكاتف الجهود الخيرية

كان لإطلاق حملة (براً بمكة) التي وجهها صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل أثر كبير في رفع المعاناة عن الأسر المتضررة من جائحة كورونا، وقد تم تشكيل لجان في المحافظات والمناطق لرصد أصحاب الأعمال الميدانية الصغيرة المتأثرة بتوقف أنشطتهم لتوجيه الدعم اللازم لهم.
كما تقوم لجنة السقاية والرفادة بالإمارة، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية بجهود جبارة خلال هذه الفترة لتوزيع السلال الغذائية للمتضررين وقد بدأت في تقديمها منذ بداية الحجر.. وقد تسابق أبناء الوطن الموسرون في دعم الحملة وتقديم التبرعات السخية من رجال الأعمال والمتبرعين؛ ومنها ما قدمه المواطن المخلص لدينه ووطنه مطلق بن داموك الغويري الذي قدم مبلغ 11 مليون ريال لدعم الحملة بل إنه يواصل العطاء بالدعم الخاص لبعض الجمعيات ومنها ما تسلمته جمعية أم القرى الخيرية حيث دعمها ب1000 سلة غذائية و1000 كيس دقيق و500 كرتون تمر.
والحقيقة فإن حملة (غذاؤنا واحد) أيضاً وما تقوم به الجمعيات من توزيع للسلال الغذائية بإشراف وبشراكة مع إمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بدعم من الصندوق المجتمعي.. لهي شراكة تستحق الشكر والتقدير؛ حيث تم تخصيص جمعيات بعينها لخدمة الأحياء بحيث تغطي كامل الأحياء في مكة المكرمة.
ولكن للأسف ظهرت أصوات نشاز بوجود جمعيات غير نظامية هدفها جمع الأموال من المتبرعين دون أن يكون لها أي حضور على أرض الواقع.!! وهذا اتهام خطير فإمارة منطقة مكة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تعي دورها في متابعة ومراقبة جميع الأنشطة الاجتماعية التنموية والتجارية.. كما شاهدنا فيديوهات لبعض مشاهير الغفلة والعنصرية والسذاجة من يتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ لجنس معين وتقديم السلال لهم في حين أنه جميع الجمعيات تقدم تقارير يومية عن التوزيع: باسم رب العائلة، والجنسية، وعدد افراد الاسرة، ورقم الهوية، وترفع التقارير إلى إمارة منطقة مكة المكرمة وإلى وزارة الموارد البشرية مما يدعم التوثيق التنظيمي والمصداقية في التوزيع.
ولهذا جاء رد الوزارة منصفاً للجمعيات الخيرية كما جاء في (صحيفة المدينة الخميس 30/4/2020م) بأن الجمعيات الخيرية تخضع للرقابة ومعايير الحوكمة وأن الوزارة تشرف على سير أعمالها ومنحها التراخيص اللازمة وفق سلسلة من الاجراءات التنظيمية والقانونية.. بالإضافة إلى التدقيق المحاسبي بما يحقق الافصاح والشفافية والسلامة المالية، كما أردفت برد آخر: «أنه لا يمكن لأي جمعية وهمية فتح حسابات وجمع أموال لأن الحسابات البنكية للجمعيات تخضع لرقابة عالية.. مما جعل السعودية عضواً في مجموعة العمل المالي FATF».
كما ثمنت الوزارة للجمعيات الأهلية والخيرية دورها الفاعل وجهودها في تنمية المجتمع في شتى المجالات وتقديم الخدمات والدعم لمستفيديها.
ولا ننسى أيضاً الدور الكبير لجمعيات مراكز الأحياء في التعاون مع الجمعيات الخيرية في توزيع السلال الغذائية من خلال مبادرة (عون).. بل كان هناك تعاون بين جمعية أم القرى الخيرية مع جمعية إكرام لحفظ النعمة، وجمعية سكنى، وجمعية البر في تقديم الوجبات ودعم الأحياء المتضررة ففي يوم الاحد 10 رمضان 1441ه قدمت على سبيل المثال: 1600 وجبة سحور و100 كرتون مياه معبأة و680 سلال غذائية و200 كرتون تمور و9000 رغيف خبز حسب تقرير أعدته إمارة منطقة مكة المكرمة، بإشراف أمانة العاصمة المقدسة، ووزارة التجارة والاستثمار، ووزارة الصحة والشرطة، ومكتب ممثل الجالية الروهنجية.. وأما أولئك المرجفون فليكن حديث رسول الله نبراساً لهم: «ليسعك بيتك وأمسك عليك لسانك وأبك على خطيئتك».. هذه الجهود تذكر فتشكر في هذه البلد الحرام الذي فيه الحسنة بمائة ألف حسنة فطوبى للمشمرين في زمن كورونا.