حتى لا نكون معول هدم

الرياضة شيء جميل، هواية محببة للنفس بمختلف أنشطتها، تسامح، أخلاق، روح رياضية، بما في ذلك كرة القدم التي أصبحت تستحوذ على اهتمام ومتابعة أكبر شريحة من الجماهير الرياضية ولكن للأسف تحول مفهوم كرة القدم الجميل لدى تلك البرامج إلى ميول متعصب جعل بعض المتابعين ينأى بنفسه ويبتعد، فما يعرض من برامج رياضية عبر بعض القنوات يمارس فيه الطرح الاستفزازي غير الإيجابي الذي في مضمونه لا يثري ولا يخدم تقدم رياضتنا السعودية بشيء ولا يرتقي لمستوى الفكر والتطلعات التي نواكبها حاليًا.
مقدمو برامج أغلبها همز وغمز مع محللين يمارسون إثارة التعصب ما بين الجماهير، أصبح هناك احتقان في الشارع الرياضي، نسمع تداول عبارات لا تليق بالمشجع الرياضي، وسائل التواصل أيضًا أصبحت ملتقى للمهاترات الجماهيرية المنفعلة التي لا تدرك عواقب تلك التصرفات غير العقلانية التي لها أبعادها السلبية، ووصل التعصب ببعض الجماهير لمساندة بعض الفرق المنافسة ضد أندية الوطن المشاركة خارجيًا، شيء مؤسف حقًا أن يصل بنا عدم الوعي لهذا الوضع السلبي فالرياضة رسالة تتعدى مفهوم الربح والخسارة يفترض بأن لا تتجاوز إطارها الرياضي الجميل، كل ما نتمناه مشاهدة برامج هادفة تنبذ التعصب ويفترض إيقاف ممارسة صب الزيت على النار من تلك البرامج وذلك لتحقيق المصلحة العامة من الرياضة وعلى الجمهور الواعي نسيان أي مباراة مع صافرة الحكم داخل ملعب المباراة فالكرة هواية واستمتاع، علينا إدراك ذلك تمامًا فمتى نصل بفكرنا الرياضي ونشاهد أندية الوطن تتوحد بشعار واحد جنبًا إلى جنب يختفي فيها الميول لدعم أي ممثل للوطن في مشاركاته الخارجية، كل ما نحتاجه برامج رياضية بفكر ناضج وأسلوب مميز في الطرح يكون لها أدوار إيجابية في نشر الثقافة والوعي بين الجماهير بعدم الانسياق وإطلاق بعض العبارات والرسومات المسيئة بعد كل مباراة أو مناسبة رياضية حتى لا نكون معول هدم ونقلل من إنجاز أنديتنا عبر تلك الهاشتاقات التي هدفها لا يخدم مصلحة الكرة السعودية.