تنظم كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال برعاية صاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالله بن بندر ملتقى إطلاق تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال في المملكة غدًا الثلاثاء. ويتضمَّن التقرير دراسة شاملة عن بيئة ريادة الأعمال في المملكة باستخدام منهجية تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال المعتمد من مركز بابسون العالمي لريادة الأعمال الذي يشخص واقع المجال 65 دولة وكيفية تحديد أولويات تطوير بيئة ريادة الأعمال، فيما سيشمل الملتقى استعراضًا لأهم محتويات التقرير وتبادل الأفكار حول مخرجاته. يذكر أن تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال في المملكة العام الماضي الذي نُشر وغطى عامي 2016 و2017 عكس تفاؤلًا حيال مستقبل رواد الأعمال في السعودية كما شكّل حافزًا للحكومة وصنّاع القرار للاستمرار في تطوير البيئة الريادية لرواد الأعمال. وأظهر التقرير السابق أن رائد الأعمال بالمملكة في المرحلة المبكرة عادة ما يكون رجلًا، مشيرًا إلى ارتفاع متوسط عمر رائد الأعمال في المرحلة المبكرة في الأعوام الأخيرة من 31 إلى 33.5 سنة وهو يحمل شهادة جامعية ودخله السنوي أقلً قليلًا مما كان عليه في عامي 2009 و2010 ويعمل على مشروعه بدوام كامل كما يعيش في أسرة انخفض عدد أفرادها من ستة أشخاص في العام 2009 إلى خمسة في 2016. وبحسب التقرير الذي غطى عامي 2016-2017 فإن مشاركة الرجال في أنشطة ريادة الأعمال في السعودية أكبر نسبيًا ولكنّ النساء يعملن على سدّ الفجوة بناءً على التركيبة السكانية للرجال والنساء في المملكة، إذ يبلغ معدّل مشاركة الذكور في إجمالي النشاط الريادي 12.9% فيما يبلغ معدّل مشاركة الإناث 9.7%. وعند اتخاذ معدلات المشاركة في إجمالي النشاط الريادي كأساس للحساب فإنّ 61.4% من رواد الأعمال هم من الرجال، و38.6%من النساء. وذكر التقرير أن هناك انجذابًا ثقافيًا قويًا لريادة الأعمال في المملكة ولكن ليس للتنافسية مقارنة بعامي 2009 و2010 وأنّ المجتمع السعودي أصبح أقل تنافسية والسعوديون أنفسهم أقل اقتناعًا بأنّ مؤسّسي الأعمال الناجحين يتمتعون بمركز أعلى وقدر أكبر من الاحترام. وبحسب التقرير فإن احتمال الشروع في ريادة الأعمال في المملكة مرتفع ولكنّ ليس بقدر المستوى الإقليمي مشيرًا إلى أنه في العام 2016 كان 25.8% من السعوديين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا يفكّرون في إطلاق أعمال تجارية جديدة في السنوات الثلاث المقبلة في حين يبلغ معدّل «المرصد العالمي لريادة الأعمال» 25%. وفي المقابل كانت النسبة في مصر قريبة من 65% وفي لبنان 45%. واشار التقرير إلى أن السعوديين يظهرون ميلًا مرتفعًا إلى حدٍّ ما للانخراط في الأنشطة الريادية. ويشمل معدّل إجمالي النشاط الريادي (أي نسبة السكان في سن العمل الذين يكونون على وشك بدء نشاط ريادي والذين بدأوا في غضون 42 شهرًا من الدراسة) 11.4% من السكان البالغين وقد ارتفع بنسبة 6.7%منذ العام 2009. وأوضح التقرير أن ثمة مجالا لتطوير توجّه «ريادة أعمال الموظّفين» في السعودية إلى جانب النشاط الريادي المستقل إذ يشارك 4.9% من السكان كرواد أعمال موظّفين داخل الشركات أو المنظمات. ولكنّ معدل نشاط ريادة أعمال الموظفين أقلّ من متوسط المعدل في البلدان التي يحرك اقتصادها الابتكار وبالتالي هناك مجال كبير للتركيز على هذا التوجه في المملكة. وأكد التقرير أن إطلاق الأعمال خيار وليس ضرورة لمعظم السعوديين إذ تشكّل الشركات الناشئة التي تحفزها الفرص 92.3% من الشركات التي أُطلقت في العام 2016. ويبدو أنّ تحقيق قدرٍ أكبر من الاستقلالية هو ما ينتظره معظم رواد الأعمال في السعودية عند إطلاق الأعمال باستثناء عندما يكون النشاط الريادي في مراحل مبكرة. كما أنّ البيئة الريادية في السعودية خلال السنوات السبع الماضية أصبحت أقل من حيث عدّة مؤشرات أساسية نتيجة تأثير أزمة النفط والاضطرابات الجيوسياسية وتدهور الاقتصاد الكلي. من ناحية أخرى لدى السعودية مجال كبير للنمو إذا استطاعت الاستفادة من الجيل الشاب المدّرب جيدًا ومن «هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة» وكذلك من خطّة التحوّل الوطني.