لا أرى داعياً للانزعاج الفلسطيني من التصريحات الأخيرة للسفير الأمريكي ديفيد فريدمان لدى إسرائيل والتي طلب فيها من حكومته عدم تسمية الضفة الغربية «أراضي محتلة»، فتعيين الرجل في إسرائيل هو في حد ذاته إشارة واضحة لاتجاه سياسة إدارة الرئيس ترمب تجاه الفلسطينيين وقضيتهم. فهو محامٍ يهودي معروف بمواقفه المؤيدة للاستيطان الإسرائيلي ولنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس . *** ومعلوم أن تعيين فريدمان لم يحظ سوى بنسبة ضئيلة في مجلس الشيوخ بغالبية 52 عضواً مقابل 46 وتغيب عضوين. واعترض الديموقراطيون (عدا اثنين) على تعيين شخص منحاز لإسرائيل مليء بالكراهية للفلسطينيين في منصب دبلوماسي شديد الحساسية، كما اعترضت منظمة «جي ستريت» اليهودية اليسارية الأمريكية، وأشادت ب«تصويت نصف مجلس الشيوخ ضد مرشح غير كفؤ وغير ملائم» للمنصب . *** المهم في الأمر أن الرجل هو اليوم سفير لواشنطن في تل أبيب، وربما قريباً في القدس!! وقد تحدث فريدمان في مقابلة لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، عما دعاه «الاحتلال المزعوم». وأكد لاحقاً أنه «في إطار الرأي المنطقي، أنا أعتقد أن مفهوم حل الدولتين فقد مغزاه، أو على الأقل له مغزى مختلف لدى جماعات مختلفة. وقد اختلف كثيرون حول مفهوم الدولتين، وبحسب رأيي، لن يكون هو المفهوم الذي يجتمع حوله الجميع ». *** وهكذا .. ينبغي أن نُدرك أن الرجل يعكس سياسة بلاده. فإذا كان رئيسه ترمب قد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو هي أقدس المقدسات الإسلامية، والقلب النابض للدولة الفلسطينية وعاصمتها المستقبلية، فإن أي تسميات أخرى يُطلقها ترمب أو العاملون معه على الضفة أو غيرها لن تفرق كثيراً .. # نافذة «ديفيد فريدمان سيُستقبل بحرارة كممثل للرئيس ترمب وصديق لإسرائيل ». بنيامين نتانياهو