يخطئ من يتصور أن محاولات بعض الحاقدين لتسييس فريضة الحج، وإخراج هذه الشعيرة العظمى التي يجتمع فيها مسلمو العالم، من كل مكان، بالصعيد الطاهر في المملكة، عن غايتها الحقيقية، أمر حديث، أو هو وليد الظروف الراهنة فقط، إذ إن هذه المحاولات قديمة، وذات تاريخ أسود ممتد!! ولجأ البعض إلى التخطيط من أجل تسييس فريضة الحج، واستغلالها كأكبر تجمع بشري على الأرض؛ في تحقيق مآرب خاصة، لا يسعى وراءها إلا عدو حاقد على دين الله، وعلى المنتمين إليه، إلا أن دفاع المملكة الحاسم، وخدماتها المشهودة لضيوف الرحمن، وقفت حائط صد منيع، أمام محاولات الأراذل؛ من أجل تحويل هذه المناسبة الدينية الركينة في الإسلام، إلى مسرح للفتنة، والتخريب. وإذا كنا نشهد هذه الأيام، محاولات مستميتة من الدوحة، لتسييس الفريضة، فإن التاريخ يحمل الكثير والكثير من المحاولات التي نفذتها، أنظمة حقدت على المملكة، ومكانتها لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم، فتصوروا أنهم قادرون على زرع الفتنة، وتزكيتها، لتحويل أيام الحج المبهجة، إلى ساعات من الحزن، والألم والصراخ، عبر إسقاط الضحايا بالأعمال التخريبية، المغلفة بشعارات جوفاء كاذبة. معمر ليبيا يقذف المملكة بالأكاذيب كان معمر القذافي، حاكم ليبيا، الذي أطاح به الشعب قبل أعوام، من أوائل الحكام الذين سعوا لاستغلال فريضة الحج، حتى ينجو بنفسه من الضغوط الدولية، المترتبة على ارتكابه جرائم إرهابية، وفرض عقوبات دولية بحقه. وكان القذافي من أوائل من قذفوا المملكة بالشعارات الجوفاء، الكاذبة؛ داعيا إلى ترك الحج إلى بيت الله الحرام، والذهاب إلى بيت المقدس، كبديل عن الكعبة المشرفة، كما دعا إلى منع المملكة من مزاولة سيادتها الكاملة على أراضيها؛ عبر إخضاع تنظيم الحج إلى المجتمع الدولي واستمرت محاولات القذافي لزرع الفتنة في صفوف المسلمين، بالدعوة إلى تأسيس «فاتيكان إسلامية» في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، عبر وضع الأراضي المقدسة، تحت وصاية هيئة إسلامية مزعومة. وواصل القذافي جرائمه في حق الركن الخامس من الإسلام مرتكبا ما يلي: - حثّ المسلمين على عدم الحج في مطلع الثمانينات - أرسل متفجرات في حقائب بعض الحجاج قبل يومين من الوقوف بعرفات خلال التسعينات - بعد الكشف عن متفجرات بطائرة الحجاج أرسل الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- مبعوثا خاصا للقذافي برسالة مضمونها: «رغم ما فعلت لن نمنع حجاج ليبيا». - القذافي خلال أدائه فريضة الحج طلب من أتباعه الهتاف له عند دخولهم المسجد الحرام، ومنعته السلطات في ذلك الوقت - أمر معمر القذافي سفيرة ليبيا في السعودية بإدخال كاميرات التصوير عند دخوله الحجرة النبوية في المسجد النبوي، ورفضت المملكة - وصف الحج بأنه عبادة ساذجة - في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي ببنغازي عام 1989 قال: «الإسلام هو الدين الجماهيري، إذ لا نستطيع أن نختار الحج وكل واحد يحج حسب مزاجه». - وصف الطواف حول الكعبة بالوثنية - في 2008 خلال خطاب في افتتاح مسجده بأوغندا قال: «ليس من حق العرب احتكار الكعبة كبيت من بيوت الله، وأجاز لغير المسلمين الطواف حولها - ذهب 192 حاجا ليبيا إلى نقطة عبور رفح في قطاع غزة المحتل قادمين من مصر، في طريقهم لزيارة المسجد الأقصى في القدس، وذلك بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وكان في استقبالهم في رفح ممثلون عن وزارة السياحة الإسرائيلية. دوحة الفتنة والإرهاب تتجرأ على فريضة الحج لم يكتف النظام الحاكم في قطر، بموالاة الدول والجماعات المارقة، مثل إيران، وفرق الإرهاب التي تغزو العالم حاليا، وتهدد أمنه، وسلام مجتمعاته، وإنما تجرأت على فريضة الحج، منتهجة سلوك الحاقدين على الإسلام، والمملكة، وخدماتها الجليلة لضيوف الرحمن. وكما واصلت دوحة الفتنة الإرهاب، دعمها لكل ما من شأنه تدمير السلام العالمي، والإقليمي، واصلت سعيها البغيض لإيذاء جيرانها، فعمدت إلى بذل كل غال، ونفيس من أجل تسييس فريضة الحج، نكاية في موقف المملكة، الصامد أمام مساعيها لتربية الإرهاب، ودعمه، وإمداده بحبل المال، والعتاد!! وعلى مدار السنوات الماضية، تحالفت قطر مع كل أعداء الأمة، بدءا من نظام الملالي في إيران، وكل أتباعه بالمنطقة، وانتهاءً بجماعات ضالة، مضلة، انحرفت عن جادة الصواب، وضربت بكل القيم الأخلاقية، والدينية عرض الحائط؛ لتحقيق آمال دنيئة، وأهداف خبيثة، تسقط بشعوب الإسلام في آتون مشتعل من الفتن، والصراعات التي لا تبقي تنمية، ولا تذر رخاء، ولا تسمح بتقدم. قطر ترفض استقبال الطائرات السعودية لنقل الحجاج وبينما الجميع يعلم أن ما خفي كان أعظم، فإنه يمكن رصد جزء يسير من الجرائم القطرية، التي ثبتت بحق هذا النظام حتى الآن: الزعم الكاذب بأن المملكة تحظر على القطريين أداء الحج هذا العام رفض السلطات القطرية الرد على المملكة للترتيب والتنسيق فيما يخص قدوم الحجاج القطريين تجاهل تأكيدات المملكة منذ بدء الأزمة أنها لم ولن تمنع الحجاج القطريين من أداء مناسكهم تجاهل إعلان المملكة أن الحجاج القطريين مرحب بهم وأنه تم إعداد الخيام لإيوائهم من أجل أداء الفريضة اتفاق إيراني حوثي قطري تمثل إيران المحور الأساسي في قضية تسييس الحج، والمحاولات الإيرانية الإرهابية في ترويع الحجاج وتسييس الحج لم تنقطع، ودائما تنوي عبر حرسها الجمهوري الذي يرتدي رداء الحج ويندس بين الحجاج إفساد موسم الحج بأي شكل، ومن عام إلى عام تتخذ وسائل مختلفة وأشكال متعددة لتحقيق مأربها، كم أن إيران تلعب بكل الأوراق وتستثمر كل الشركاء معها في محور الشر ممن يسيرون في هذا الاتجاه، مشيرًا إلى أنها تختلف باختلاف الملفات السياسية في المنطقة العربية، حيث لم تترك فرصة من الفرص إلا واستغلتها استغلالًا سيئًا في تحريك الطائفية وإشعال العالم بأمور هامشية. وقال: إن العام الماضي كان اتفاقًا إيرانيًا حوثيًا في تسييس الحج بمنع حجيج طهران واليمن من المشاركة في موسم الحج بدعاوى جميعها زائفة، وكان العام الحالي على موعد مع الشقيقة قطر ونظامها المخترق من إيران، في محاولة أيضًا بائسة لتفريغ الفريضة من مضمونها واستغلالها في تحريك المشاعر.وبالتالي تشكل محور إيراني حوثي قطري حجاج العراق ولم تمنع المملكة حجاج العراق من الوفود إليها أثناء الحصار الدولي على العراق، وكان حجاج العراق يأتون للمملكة عبر مطار عمّان الأردن، أو عبر منافذ الأردن البريّة، لأنه لم تكن من وسيلة جوية أو برية للعراق مباشرة إلى المملكة. حجاج إيران على الرغم مما يقوم به الحجاج الإيرانيون من تجاوزات على مدار تاريخ مواسم الحج الماضية من نقل للمتفجرات وحمل أسلحة وتنظيم مسيرات أبرزها «البراءة من المشركين»، إلا أن المملكة لم تمنع أي حاج إيراني في يوم من الأيام، على عكس نظام الملالي في طهران الذي منع حجاجه من أداء الفريضة لثلاث سنوات في الثمانينيات وكذلك بعد حادث تدافع منى. حجاج ليبيا تفيد الوقائع التاريخية بأن المملكة لم تمنع الحجاج الليبيين من القدوم للحج حتى حين كانت ليبيا محاصرة جويا تحت حكم معمر القذافي، وكانت وسيلة الناس للوصول من خلال مصر أو مالطا أو تونس، على الرغم من اكتشاف الأجهزة الأمنية في المملكة قبل يومين من وقفة عرفة إرسال مخابرات القذافي متفجرات في حقائب بعض الحجاج.