بادرت دراسات وأبحاث شتى، إلى اقتفاء أثر الإرهاب والبحث عن الأسباب التي جعلته يتمدد بشكل أخطبوطي حول العالم، فقادت الخلاصة دائما، إلى أن أصل الداء يكمن في جماعة الإخوان التي نشأت في مصر قبل نحو تسعة عقود. استخدام العنف لتحقيق مكاسب سياسية وتزامنت نشأة جماعة الإخوان وتمددها مع ظهور فكرة استخدام العنف لتحقيق مكاسب سياسية، ورغم أن تنظيمات الإرهاب اتخذت عدة مسميات وقدمت نفسها عبر عدة خطابات، إلا أنها ظلت منضوية في الواقع تحت عباءة الإخوان. القاعدة وبوكو حرام تستلهم من الجماعة استلهمت جماعات إرهابية متطرفة مثل النصرة والقاعدة وبوكو كرام وغيرها، أساليب الفوضى والتحريض والإرهاب من جماعة الإخوان، حتى وإن كان التنظيم المتشدد يقدم نفسه بمثابة تيار إصلاحي، ويزعم أنه يعمل بشكل سلمي بعيدا عن العنف. الوصول إلى الحكم بكل السبل يستمد الفكر الإرهابي جذوره مما يسمى النظرية الإخوانية؛ التي تؤمن بالوصول إلى الحكم عبر كل السبل، وعلى رأسها العمليات الانتحارية، وتنفيذ اغتيالات بحق كل من لا يؤمن أو يعارض فكرَهم. ولتحقيق ذلك، أنجبت جماعة الإخوان جماعاتٍ بأسماء أخرى، لضمان الديمومة والبقاء، والهروب من الملاحقة. وكلما ظهرت علاقة الجماعة بتنظيم إرهابي خارجٍ من رحمها، وجرى وضعه على لوائح الإرهاب، تتنصل تلك الجماعات من بعضها البعض، وتغير أسماءها للإبقاء على الأخرى. تمد الإرهاب بأسباب البقاء في غضون ذلك، يبقى التمويل مستمرا، إذ ترسل جماعة الإخوان، الأموال والأسلحة لتلك الجماعات الإرهابية، حتى تمدها بأسباب البقاء. ولا تختلف جماعات مثل داعش والنصرة والقاعدة، إلا بسبب نزاعها على السلطة، فهي لا تتباين في رؤيتها للعنف، ولكن في توقيت ممارسته وتقنيات الوصول إليه. ركوب الموجة فى كل شارع متوتر تنهج جماعات التشدد أساليب مختلفة، ففي أوقات الضعف، تخفي الجماعة نواياها وتتماهى مع المجتمعات، لكنها تستمر في تمويل أي جماعة إرهابية أخرى من شأنها خلق الفوضى. ويظهر الوجه المتطرف للإخوان، حين تأتي الفرصة وتتغير الظروف المحيطة والتي تكون غالبا على شكل احتجاجات شعبية لأناس بدون حسابات سياسية. وتحرص الجماعة على ركوب الموجة في كل شارع متوتر، وتحوِّل الحدثَ العارض لمشروع ثورة، وتحول معها المطالب الشعبية إلى مطالب تحمل شعارات الإخوان المسلمين.